يستقرضنا ربنا وإنما يستقرض الفقير الغني فأنزل الله تعالى * (لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء) * أي وقيل في سبب نزولها إن أبا بكر رضي الله تعالى عنه دخل بيت المدارس فقال لفنحاص اتق الله وأسلم فوالله إنك لتعلم أن محمدا رسول الله فقال والله يا أبا بكر ما بنا إلى الله من فقر وإنه إلينا لفقير فغضب أبو بكر وضرب وجه فنحاص ضربا شديدا وقال والله لولا العهد الذي بيننا وبينك لضربت عنقك فشكاه فنحاص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر له أبو بكر ما كان منه فأنكر قوله ذلك فنزلت الآية وقيل في سبب نزولها أيضا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسل أبا بكر رضي الله تعالى عنه إلى فنحاص بن عازوراء بكتاب وكان انفرد بالعلم والسيادة على يهود بني قينقاع بعد إسلام عبد الله بن سلام يأمرهم في ذلك الكتاب بالإسلام وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وأن يقرضوا الله قرضا حسنا فلما قرأ فنحاص الكتاب قال أقد احتاج ربكم سنمده وفي رواية قال يا أبا بكر تزعم أن ربنا يستقرضنا أموالنا وما يستقرض إلا الفقير من الغني فإن كان حقا ما تقول فإن الله جل وعلا أذن لفقير ونحن أغنياء فضرب أبو بكر وجه فنحاص ضربا شديدا وقال لقد هممت أن أضربه بالسيف وما منعني أن أضربه بالسيف إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما دفع إلى الكتاب قال لي لا تفتت على بشيء حتى ترجع إلى فجاء فنحاص إلى النبي صلى الله عليه وسلم وشكا أبا بكر رضي الله تعالى عنه فقال صلى الله عليه وسلم لأبي بكر ما حملك على ما صنعت قال يا رسول الله إنه قال قولا عظيما زعم أن الله عز وجل فقير وأنهم أغنياء فغضبت لله تعالى وقال فنحاص والله ما قلت هذا فنزلت الآية تصديقا لأبي بكر رضي الله تعالى عنه وقد قال بعض اليهود لبعض العلماء إنما قلنا إن الله فقير ونحن أغنياء لأنه استقرض أموالنا فقال له إن كان استقرضها لنفسه فهو فقير وإن كان استقرضها لفقرائكم ثم يكافئ عليها فهو الغني الحميد ومن شدة عداوتهم أي اليهود أن لبيد بن الأعصم اليهودي سحر النبي صلى الله عليه وسلم في مشط أي له صلى الله عليه وسلم وقيل في أسنان من مشطه صلى الله عليه وسلم
(٣١٥)