ومسلمة أول من جعل بنيان المنابر التي هي محل التأذين في المساجد فلما ولى أحمد بن طولون رتب جماعة يكبرون ويسبحون ويحمدون فلما ولى صلاح الدين يوسف ابن أيوب وحمل الناس على اعتقاد مذهب الأشعري والخروج عما كان يعتقد الفواطم أمر المؤذنين أن يعلنوا وقت التسبيح بذكر العقيدة المرشدة وقد وقفت عليها فإذا هي ثلاث ورقات ولم أقف على اسم مؤلفها فواظبوا على ذكرها في كل ليلة قيل في سبب نزول قوله تعالى * (قل كل من عند الله) * أن اليهود قالوا في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ دخل المدينة نقصت ثمارها وغلت أسعارها فرد الله تعالى عليهم بقوله * (قل كل من عند الله) * أي يبسط الأرزاق ويقبضها وعند ظهور الإسلام وقوته في المدينة قامت نفوس أحبار اليهود ونصبوا العداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فنزل قوله تعالى لرسول الله صلى الله عليه وسلم * (قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر) * وقال في موضع آخر * (إن تمسسكم حسنة تسؤهم) * وعن صفية أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها بنت حيي قالت كنت أحب ولد أبي إليه وإلى عمى أبى ياسر وكانا من أكبر اليهود وأعظمهم فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة غدوا إليه ثم جاءا من العشي فسمعت عمي يقول لأبي أهو هو قال نعم والله قال أتعرفه وتثبته قال نعم قال فما في نفسك منه قال عداوته والله ما بقيت قال وفي رواية أنها قالت إن عمى أبا ياسر حين قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ذهب إليه وسمع منه صلى الله عليه وسلم وحادثه ثم رجع إلى قومه فقال يا قوم أطيعوني فإن الله قد جاءكم بالذي كنتم تنتظرونه فاتبعوه ولا تخالفوه ثم انطلق أبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمع منه ثم رجع إلى قومه فقال لهم أتيت من عند رجل والله لا أزال له عدوا فقال له أخوه أبو ياسر يا ابن أم أطعني في هذا الأمر واعصني فيما شئت بعد لا تهلك فقال والله لا نطيعك 1 ه أي ثم وافق أخاه حييا فكانا أشد اليهود عداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم جاهدين في رد الناس عن الإسلام بما استطاعا فأنزل الله تعالى فيهما وفيمن كان موافقا لهما في ذلك * (ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق) * وحيي بن أخطب هذا قيل هو الذي قال لما نزل تعالى * (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا) *
(٣١٤)