ثم ضربهما بسيفه فقطعهما فان يقال لسيفه ذو المروة ثم جعلهما على بعيره وساق بهما فعثر فدميت إصبعه فأنشد أي متمثلا هل أنت إلا إصبع دميت * وفي سبيل الله ما لقيت * ثم قدم بهما على رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقدم ان ذلك يرد القول بان عياشا استمر محبوسا حتى فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وقد دعا صلى الله عليه وسلم في قنوت الصلاة بقوله اللهم أنج الوليد بن الوليد أي وذلك أن يتخلص من حبسه بمكة أي فإن الوليد أسر يوم بدر أسره عبد الله بن جحش فقدم في فدائه اخواه خالد وكان أخاه لأبيه أي ومن ثم لما أبى الله أن يأخذ في فداء الوليد إلا أربعة آلاف درهم وصار خالد يأبى ذلك قال له هشام إنه ليس بابن أمك والله لو أبى فيه إلا كذا وكذا لفعلت ويقال إنه صلى الله عليه وسلم فضفاضة قال لعبد الله بن جحش ولا تقبل في فدائه إلاشلمة أبيه وهي درع فضافة مقومة بمائة دينار فجاءا بها وسلماها إلى عبد الله فلما افتدى وقدم إلى مكة اسلم فقيل له هلا أسلمت قبل ان تفتدى فقال كرهت أن يظنوا بي أني جزعت من الاسئار فلما أسلم حبسه أهل مكة ثم أفلت ولحق برسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد عمرة القضاء وكتب إلى أخيه خالد فوقع الاسلام في قلب خالد وكان خالد من جملة من خرج من مكة إلى أخيه خالد فوقع الإسلام في قلب خالد وكان خالد من جملة من خرج من مكة فارا لئلا يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه كراهة الإسلام وأهله فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم الوليد عنه وقال لو اتانا خالد لاكرمناه وما مثله يجهل الاسلام فكتب له اخوه الوليد بذلك وفي مدة حبس الوليد كان صلى الله عليه وسلم في كل ليلة إذا صلى العشاء الآخرة قنت في الركعة الأخيرة يقول اللهم انج هشام بن العاص اللهم انج سلمة بن هشام اللم انج عياش بن أبي ربيعة اللهم انج هشام بن العاص اللهم انج المستضعفين من المؤمنين اللهم اشدد وطأتك على مضر اللهم اجعلهم عليهم سنين مثل سني يوسف فأكلوا العلهز ثم لو يزل يدعو المستضعفين حتى نجاهم الله أي بعد ان نجى عياشا وهشاما والوليد أقول هذه الراية تدل على أنه كان يدعو بما ذكر في الركعة الأخيرة من العشاء الآخرة وفي البخاري ان ذلك كان في الركعة الأخيرة من الصبح وقد يقال لا مخالفة لأنه صلى الله عليه وسلم تارة يدعو في الركعة الأخيرة
(٢٩٤)