* أمين مصطفى بالخير يدعو * كضوء البدر زايله الظلام * إلا أن يحمل قولها على أنها لما تسمع ذلك منه بناء على أن ذلك من إنشاء الصديق وكان بلال إذا أقلعت عنه الجمى يرفع عقيرته أي صوته يقول متشوقا إلى مكة * الا ليت شعري هل أبيتن ليلة * بواد وحولى إذخر وجليل * * وهل أردن يوما مياه مجنة * وهل يبدون لي شامة وطفيل * اللهم العن شيبة بن ربيعة وأمية بن خلف كما أخرجونا من أرضنا إلى أرض الوباء وأراد بلال بالوادي وادى مكة وإلا ذخر نبت معروف وجليل بالجيم نبت ضعيف وشامة وطفيل جبلان بقرب مكة أي وفى رواية وهل يبدون لي عامر وطفيل وعامر أيضا جبل من جبال مكة وفى شرح البخاري للخطابي كنت أحسب شامة وطفيلا جبلين حتى مررت بهما فإذا هما عينان من ماء هذا كلامه وقد يقال يجوز أن تكون العينان بقرب الجبلين المذكورين فأطلق اسم كل منهما على الآخرين ولعل هذا اللعن من بلال كان قبل النهى عن لعن المعين لأنه لا يجوز لعن الشخص المعين على الراجح إلا إن علم موته على الكفر كأبى جهل وأبى لهب دون الكافر الحي لأنه يحتمل أن يختم له بالحسنى فيموت على الإسلام لأن اللعن هو الطرد عن رحمة الله تعالى المستلزم لليأس منها وأما اللعن على الوصف كآكل الربا فجائز أو أن ذلك محمول في ذلك على الإهانة الطرد عن مواطن الكرامة لا على الطرد عن رحمة الله تعالى الذي هو حقيقة اللعن وكان كل من أبى بكر وعامر وبلال في بيت واحد قالت عائشة رضى الله تعالى عنها فاستأدنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في عيادتهم فدخلت عليهم وذلك قبل أن يضرب علينا الحجاب فإذا بهم مالا يعلمه إلا الله تعالى من شدة الوعك فسلمت عليهم أي وقالت لأبيها يا أبت كيف أصبحت فأنشدها الشعر المتقدم قالت فقلت إنا لله إن أبى ليهذى قالت فقلت لعامر بن فهيرة كيف تجدك فقال * إني وجدت الموت قبل ذوقه إن الجبان خنقه من فرقه * قالت فقلت هذا والله لا يدرى ما يقول قالت ثم قلت لبلال كيف أصبحت فإذا هولا لا يعقل وفى رواية فأنشدها البيتين قالت وذكرت حالهم للنبي صلى الله عليه وسلم وقلت إنهم يهذون ولا يعقلون من شدة الحمى
(٢٨٢)