رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزل أسفل وأبو أيوب في العلو انتبه أبو أيوب ذات ليلة فقال نمشى فوق رسول الله صلى الله عليه وسلم فباتا في جانب فلما أصبح الحديث وعند نزوله صلى الله عليه وسلم في بيت أبى أيوب صارت تأتى إليه جفنة سعد بن عبادة وجفنة أسعد به زرارة كل ليلة أي وكانت جفنة سعد بن عبادة بعد ذلك تدور معه صلى الله عليه وسلم في بيوت أزواجه فقد جاء كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم من سعد بن عبادة جفنة من ثريد أي عليه لحم أو خبز في لبن أو في سمن أو في عسل أو بخل وزيت في كل يوم تدور معه أينما دار مع نسائه وصار وهو في بيت أبى أيوب يأتي إليه الطعام من غيرهما أي فقد جاء وما كان من ليلة إي وعلى باب رسول الله صلى الله عليه وسلم الثلاثة والأربعة يحملون الطعام يتناوبون حتى تحول رسول الله صلى الله عليه وسلم من منزل أبى أيوب أي وفى لفظ وجعل بنو النجار يتناوبون في حمل الطعام إليه صلى الله عليه وسلم مقامه في منزل أبى أيوب رضى الله تعالى عنه وهو تسعة أشهر وأول طعام جئ به إليه صلى الله عليه وسلم في دار أبى أيوب قصعة أم زيد بن ثابت فعن زيد بن ثابت أول هدية دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت أبى أيوب قصعة أرسلتني بها أمي إليه فيها ثريد خبز بر بسمن ولبن فوضعتها بين يديه وقلت يا رسول الله أرسلت بهذه القصعة أمي فقال له بارك الله فيها أي وفى رواية بارك الله فيك ودعا أصحابه فأكلوا قال زيد فلم أرم الباب أي أرده حتى جاءت قصعة سعد ابن عبادة ثريد وعراق لحم أي بفتح العين عظم عليه لحم فإن أخذ عنه اللحم قيل له عراق بضم العين وقد جاء كان أحب الطعام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الثريد ويقال له الثفل بالمثلثة والفاء ولما بنى المسجد جعل في المسجد محلا مظللا يأوى إليه المساكين يسمى الصفة وكان أهله يسمون أهل الصفة وكان صلى الله عليه وسلم في وقت العشاء يفرقهم على أصحابه ويتعشى معه منهم طائفة وظاهر السياق أن ذلك أي المحل فعل في زمن بناء المسجد وآوى إليه المساكين من حينئذ لكن روى البيهقي عن عثمان بن اليمان قال لما كثر المهاجرون بالمدينة ولم يكن لهم زاد ولا مأوى أنزلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد وسماهم أصحاب الصفة وكان يجالسهم ويأنس بهم أي وكان إذا صلى الله عليه وسلم أتاهم فوقف عليهم فقال لو تعلموا مالكم عند الله لأحببتم أن تزدادوا فقرا وحاجة
(٢٧٧)