السيرة الحلبية - الحلبي - ج ١ - الصفحة ١٨٦
وذي الحلم والفضل في النائبات * كثير المفاخر جم الفخر * له فضل مجد على قومه * متين يلوح كضوء القمر * قال ابن هشام رحمه الله لم أر أحدا من أهل العلم بالشعر يعرف هذاالشعر إلا أنه أي ابن إسحاق لما رآه عن ابن المسيب كتبه قال بعضهم ولم يبك أحد بعد موته ما بكى عبد المطلب بعد موته ولم يقم لموته بمكة سوق أياما كثيرة وروى أبو نعيم والبيهقي أن سيف بن ذي يزن الحميري لما ولى على الحبشة وذلك بعد مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنتين أناه وفود العرب وأشرافها وشعرؤها لتهنئه أي بهلاك ملوك الحبشة وبولايته عليهم أي لأن ملك اليمن كان لحمير فانتزعته الحبشة منهم واستمر في يد الحبشة سبعين سنة ثم إن سيف بن ذي يزن الحميري استنقذ ملك اليمن من الحبشة واستقر فيه على عادة آبائه وجاءت العرب تهنئه من كل جانب وكان من جملتهم وفد قريش وفيهم عبد المطلب وأمية بن عبد شمس وغالب وجهائهم أي كعبد الله بن جدعان بضم الجيم وإسكان الدال المهملة وبالعين المهملة التيمي وهو ابن عم عائشة رضي الله تعالى عنها وكأسد بن عبد العزى ووهب بن عبد مناف وقصي ابن عبد الدار فأخبر بمكانهم أي وكان في قصره بصنعاء وهو مضمخ بالمسك وعليه بردان والتاج على رأسه وسيفه بين يديه وملوك حمير عن يمينه وشماله فأذن لهم فدخلوا عليه ودنا منه عبد المطلب وفي الوفاء وجدوه جالسا على سرير من الذهب وحوله أشراف اليمن على كراسي من الذهب فوضعت لهم كراسي من الذهب فجلسوا عليها إلا عبد المطلب فإنه قام بين يديه واستأذنه في الكلام فقال إن كنت ممن يتكلم بين يدي الملوك فقد أذنا لك فقال إن الله عز وجل أحلك أيها الملك محلا رفيعا شامخا أي مرتفعا باذخا أي عاليا منيعا وأنبتك نباتا طالت أرومته وعظمت جرثومته أي والأرومة والجرثومة هما الأصل وثبت أصله وبسق أي طال فرعه من أطيب موضع وأكرم معدن وأنت أبيت اللعن أي أبيت أن تأتي من الأمور ما يلعن عليه ملك العرب الذي له تنقاذ وعمودها الذي عليه العماد وكهفها الذي تلجأ إليه العباد سلفك خير سلف وأنت لنا فيهم خير خلف فلن يهلك ذكر من أنت خلفه ولن يخمل ذكر من أنت سلفه نحن أهل حرم الله وسدنة بيته أشخصنا أي أحضرنا إليك الذي أبهجنا من كشف الكرب
(١٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 ... » »»