مطالب السؤول في مناقب آل الرسول (ع) - محمد بن طلحة الشافعي - الصفحة ٤٩٠
وحيث وصل الكلام إلى هذا المقام، وانتهى جريان القلم بما خطه من هذه الأقسام الوسام إلى هذا المقام، فلنختمه بالحمد لله رب العالمين، فإنها كلمة مباركة جعلها الله سبحانه وتعالى آخر دعوى أهل جنانه، وخص بها من اجتباه من خلقه فكساه ملابس مرضاته، فهذا آخر ما حرره القلم من مناقبهم السنية، وسطره من صفاتهم الزكية، ونثره من مزاياهم العلية، وذلك وإن كثر لقليل في جنب شرفهم الشامخ، ويسير فيما آتاهم الله من فضله الراسخ، وأنا أرجو من كرم الله أن يشملني ببركتهم، ويدخلني في زمرتهم، ويجعل هذا المؤلف مسطورا في صحيفة حسناتي المعدودة من حسنتهم، فقد بذلت جهدي في جمع مزاياهم بذل المجد الطالب، ولم آل جهدا في تأليفها وجمعها قضاء لحقهم اللازب، ولسان الحال يقرع باب الاستماع لإسماع الشاهد والغائب (1) (وسأقول) (2):
رويدك إن أحببت نيل المطالب * فلا تعد عن ترتيل آي المناقب مناقب آل المصطفى المهتدى بهم * إلى نعم التقوى ورغبى الرغائب مناقب آل المصطفى قدوة الورى * بهم يبتغي مطلوبه كل طالب مناقب تجلى سافرات وجوهها * ويجلو سناها مدلهم الغياهب عليك بها سرا وجهرا فإنها * تحلك عند الله أعلى المراتب وخذ (3) عندما يتلو لسانك أنها * بدعوة قلب حاضر غير غائب لمن قام في تأليفها واعتنى بها * ليقضي من مفروضها (4) كل واجب عسى دعوة تزكو بها حسناته * فيحظى من الحسنى بأسنى (5) المواهب فمن سأل الله الكريم أجابه * وجاوره الأقبال من كل جانب (6)

1 - في نسخة (ط): كل شاهد وغائب.
2 - ليس في (ط).
3 - في نسخة (ط): وجد.
4 - في كشف الغمة: مفروضهم.
5 - في نسخة (ط): باعلا.
6 - هذه القصيدة للمنصف (رحمه الله).
(٤٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 483 484 485 486 487 488 489 490 492 493 494 » »»