مطالب السؤول في مناقب آل الرسول (ع) - محمد بن طلحة الشافعي - الصفحة ٤٨٨
الأمر الثاني: إن لفظة الاسم تطلق على الكنية وعلى الصفة وقد استعملها الفصحاء ودارت بها ألسنتهم ووردت في الأحاديث حتى ذكرها الإمامان البخاري ومسلم (رض) كل منهما يرفعه إلى سهل بن سعد الساعدي، أنه قال عن علي (عليه السلام): إن رسول الله (ص) سماه بأبي تراب ولم يكن له اسم أحب إليه منه (1).
فأطلق لفظة الاسم على الكنية، ومثل ذلك قال الشاعر:
أجل قدرك أن تسمى مؤمنته (2) * ومن كناك فقد سماك للعرب (3) ويروى من يصفك، فاطلق التسمية على الكناية أو الصفة، وهذا شائع ذائع في لسان العرب.
فإذا وضح ما ذكرناه من الأمرين فاعلم أيدك الله بتوفيقه، أن النبي (ص) كان له سبطان: أبو محمد الحسن وأبو عبد الله الحسين، ولما كان الحجة الخلف الصالح محمد (عليه السلام) من ولد أبي عبد الله الحسين، ولم يكن من ولد أبي محمد الحسن، وكانت كنية الحسين أبا عبد الله فاطلق النبي (ص) على الكنية لفظ الاسم لأجل المقابلة بالاسم في حق أبيه، وأطلق على الجد لفظة الأب فكأنه قال:
يواطئ اسمه اسمي، فهو محمد وأنا محمد وكنية جده اسم أبي، إذ هو أبو عبد الله وأبي عبد الله لتكون تلك الألفاظ المختصرة جامعة لتعريف صفاته وإعلام أنه من ولد أبي عبد الله الحسين بطريق جامع موجز، وحينئذ تنتظم الصفات وتوجد بأسرها مجتمعة للحجة الخلف الصالح محمد (عليه السلام)، وهذا بيان شاف كاف في إزالة ذلك الإشكال فافهمه.

١ - صحيح البخاري ١: ١٢٠، وكذا ٥: ٢٣، صحيح مسلم ٤: ١٨٧٤ / 3409.
2 - في كشف الغمة: مؤننة.
3 - ديوان المتنبي: 341 وفيه:
أجل قدرك أن تسمي مؤنثة * ومن يصفك فقد سماك للعرب
(٤٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 483 484 485 486 487 488 489 490 492 493 494 » »»