مطالب السؤول في مناقب آل الرسول (ع) - محمد بن طلحة الشافعي - الصفحة ٤١٤
فقلت: ما أتخوف من فتنة ابن الزبير (1).
فقال: يا علي هل رأيت أحدا سأل الله فلم يعطه؟
قلت: لا.
قال: فخاف الله فلم يكفه؟
قلت: لا، فغاب عني. فقيل لي يا علي بن الحسين هذا الخضر ناجاك) (2).
وقال سفيان: قال لي علي بن الحسين: (ما أحب لي بنصيبي من الذل حمر النعم) (3).
وقال أبو حمزة الثمالي: كنت يوما عند علي بن الحسين، فإذا عصافير يطرن حوله يصرخن. فقال (عليه السلام): (يا أبا حمزة هل تدري ما تقول هذه العصافير؟).
فقلت: لا.
قال: (فإنها تقدس ربها وتسأله قوت يومها) (4).
ومنها: إنه لما مات علي بن الحسين، وجدوه يقوت مائة بيت من أهل

1 - هو عبد الله بن الزبير بن العوام، وكان ممن امتنع من مبايعة يزيد - لعنه الله - وآوى إلى مكة فحاصره أصحاب يزيد، ونصبوا له المنجنيق على الكعبة، ورموها بالنار، فلما مات يزيد في سنة أربع وستين بايعه أهل الحرمين بالخلافة، بعد أن بقي الناس بغير خلافة أكثر من شهرين ثم بايعه أهل العراق واليمن، وفي سنة ثلاث وسبعين نازل الحجاج ابن الزبير بأمر من عبد الملك بن مروان، فحاصره ونصب المنجنيق ورمى الكعبة ودام القتال أشهرا، حتى قتل في هذه الفتنة خلق كثير، ولذلك كان الإمام (عليه السلام) يتخوف على الناس من هذه الفتنة.
2 - حلية الأولياء 3: 134، مختصر تاريخ دمشق 17: 238، نور الأبصار: 157، مناقب آل أبي طالب 4: 149.
3 - حلية الأولياء 3: 137، الزهد: 62 / 165.
4 - حلية الأولياء 3: 140، مناقب آل أبي طالب 4: 145.
(٤١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 409 410 411 412 413 414 415 416 417 418 419 ... » »»