مطالب السؤول في مناقب آل الرسول (ع) - محمد بن طلحة الشافعي - الصفحة ٤٠٤
وهذه الوقائع أوردها صاحب كتاب الفتوح (1)، فهي مضافة إليه وعهدتها لمن أراد أن يتبعها عند مطالعتها عليه. فهذا تلخيص ما تلقته الأذهان والعقول، مما أهداه إليها المروي والمنقول، وقد ألبس العقول (2) ثوب حداد ما لصبغة سواده فصول، وعلى الجملة فأقول:
ألا أيها العادون إن إمامكم * مقام سؤال والرسول سؤول وموقف حكم والخصوم محمد * وفاطمة الزهراء وهي ثكول وإن عليا في الخصام مؤيد * له الحق فيما يدعي ويقول فماذا تردون الجواب عليهم * وليس إلى ترك الجواب سبيل وقد سؤتموهم في بنيهم بقتلهم * ووزر الذي أحدثتموه ثقيل ولا يرتجى في ذلك اليوم شافع * سوى خصمكم والشرح فيه يطول ومن كان في الحشر الرسول خصيمه * فإن له نار الجحيم مقيل وكان عليكم واجبا في اعتمادكم * رعايتهم إن تحسنوا وتنيلوا فإنهم آل النبي وأهله * ونهج هداهم بالنجاة كفيل مناقبهم بين الورى مستنيرة * لها غرر مجلوة وحجول مناقب جلت أن تحاط بحصرها * نمتها فروع قد زكت وأصول مناقب من خلق النبي وخلقه * ظهرن فما يغتالهن أفول (3) ولما وصل القلم في ميدان البيان إلى هذا المقام، أبدت الأيام من المام الآلام ما منع من إتمام المرام على أتم الأقسام، ولم ير حزم نظام الكلام دون موقف الاختتام، فاختصر مضمون الأبواب واقتصر منه على اللباب، وقصر من إطناب

١ - الفتوح لابن أعثم ٥: ٨٥ - ١٣٩، وكذا الأخبار الطوال ٢٤٩ - ٢٥٦.
٢ - في كشف الغمة: القلوب.
٣ - هذا الشعر للمصنف (رحمه الله)، انظر الغدير ٥: ٤١٧.
(٤٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 399 400 401 402 403 404 405 407 408 409 410 ... » »»