سيرة ابن إسحاق - محمد بن إسحاق بن يسار - ج ١ - الصفحة ٢٦
32 حدثنا أحمد نا يونس عن ابن إسحاق قال حدثني جهم بن أبي جهم مولى لامرأة من بني تميم كانت عند الحارث بن حاطب فكان يقال مولى الحارث بن حاطب قال حدثني من سمع عبد الله بن جعفر بن أبي طالب يقول حدثت عن حليمة ابنة الحارث أم رسول الله صلى الله عليه وسلم التي أرضعته أنها قالت قدمت مكة في نسوة من بني سعد بن بكر تلتمس بها الرضعاء وفي سنة شهباء فقدمت على أتان لي قمراء كانت أذمت بالركب ومعي صبي لنا وشارف لنا والله ما ننام ليلنا ذلك أجمع مع صبينا ذاك ما نجد في ثديي ما يغنيه ولا في شارفنا ما يغذيه فقدمنا مكة فوالله ما علمت منا امرأة الا وقد عرض عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا قيل إنه يتيم تركناه وقلنا ماذا عسى أن تصنع الينا أمه انما نرجو المعروف من أبي الوليد فأما أمه فما عسى أن تصنع الينا فوالله ما بقي من صواحبي امرأة الا أخذت رضيعا غيري فلما لم أجد غيره قلت لزوجي الحارث بن عبد العزى والله اني أكره أن أرجع من بين صواحبي ليس معي رضيع لأنطلقن إلى ذلك اليتيم فلآخذنه فقال لا عليك فذهبت فأخذته فوالله ما أخذته الا أني لم أجد غيره فما هو الا أن أخذته فجئت به رحلي فأقبل عليه ثدياي بما شاء من لبن فشرب حتى روي وشرب اخوه حتى روى وقام صاحبي إلى شارفنا تلك فإذا أنها لحافل فحلب ما شرب وشربت حتى روينا فبتنا بخير ليله فقال صاحبي يا حليمة والله اني لأراك قد اخذت نسمة مباركة ألم تري إلى ما بتنا به الليلة من الخير حين أخذناه فلم يزل الله يزيدنا خيرا حتى خرجنا راجعين إلى بلادنا فوالله لقطعت أتاني بالركب حتى ما يتعلق بها حمار حتى أن صواحبي ليقلن ويلك يا بنت أبي ذؤيب أهذه أتانك التي خرجت عليها معنا فأقول نعم والله انها لهي فيقلن والله ان لها لشأنا حتى قدمنا أرض بني
(٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 ... » »»