الروضة المختارة (شرح القصائد الهاشميات) - كميت بن زيد الأسدي - الصفحة ٦١
وقال أيضا رضي الله عنه الأهل عم في رأيه متأمل * وهل مدبر بعد الإساءة مقبل (1) وهل أمة مستيقظون لرشدهم * فيكشف عنه النعسة المتزمل (2) فقد طال هذا النوم واستخرج الكرى مساويهم لو كان ذا الميل يعدل (3) وعطلت الأحكام حتى كأننا * على ملة غير التي نتنحل (4) كلام النبيين الهداة كلامنا * وأفعال أهل الجاهلية نفعل
1 ألا أداة استفتاح وعم: من عمى البصيرة. فيقال رجل عم في أمره لا يبصره ورجل أعمى في البصر. يقول: هل من يركب متن غيه ويسير على هواه ولم يكن رائده الحكمة يتأمل ويعمل لعواقب الأمور حسابا؟ وهل من تمكن في قلبه حب الشر والإساءة يصيخ إلى الحق ويعيه؟
2 المتزمل النائم المتلفف بثيابه والنعسة النومة من النعاس وهو السنة من غير نوم. يقول: وهل الأمة تستيقظ لأمر نفسها وتهب من سكونها وغفوتها فيخلع كل رداء خموله وجبنه وتكشف ما نزل بها من الجور والظلم.
3 الكرى النوم والمساوي العيوب جمع مساءة تقول ساءه يسوءه سوءا ومساءة والميل أراد الميل عن الحق والجور والظلم. يقول: طال سكوت الناس عن المظالم وإغماضهم العيون على القذى لا يحركون ساكنا ولا يطالبون بحق حتى ظهر الجور فلو أن هذا الميل والحيف يعدل ويغير بالعدل في الرعية لكان سكوتهم أكمل لهم.
4 نتنحل: من النحلة وهي الدعوى. والملة: الدين.