فرضا، ويمكن القول إن عليا - وإن كان شجاعا بطلا مغوارا في الحرب - فإن ذلك ليس بداع ليلجأ إلى الحرب كل مرة فلم يكن يلجأ إلى الحروب إلا حين لا يمكنه إخماد الفتنة إلا بها ولم يكن هذا المسلك من عمله وحده)؟!!
ثم ذكر أن أبا بكر قاتل مانعي الزكاة أيضا ولم يستعمل معهم الرفق والتساهل. فها هو يرد على نفسه ويبني ويهدم. فالتناقض في كتابات المؤلف واضحة فمرة ينقد عليا ومرة يبرئه وثالثة يصوب قتاله لمن خرج على الخلافة ورابعة يخطئه أو يكاد فالتناقضات سمة من سمات الكتاب الكبرى ومباحث الكتاب يلعن بعضها بعضا وهذا من أكبر عيوب التأليف التاريخي المعاصر.
الملاحظة الرابعة: عدم تمييزه بين الأقوال فقد ينسب قولا إلى غير قائله، ومن ذلك قوله ص 142: (وينفي ابن شبة في كتابه " أخبار البصرة " هذا الزعم بقوله: (إن أحدا لم ينقل أن عائشة ومن معها نازعوا عليا في الخلافة...).
أقول: هذا الكلام نقله من الفتح (13 / 56) وهذا القول للمهلب الفقيه وليس لعمر بن شبة!! فلا أدري من أين جاء خطأ المؤلف اللهم إلا كون ابن حجر اشترط على نفسه تلخيص كتاب عمر بن شبة (أخبار البصرة) والاقتصار على ما صح أسانيده كما في الفتح (13 / 54) لكن الحافظ توقف نقله عن ابن شبه بعد نصف الصفحة الخامسة والخمسين، ثم أخذ الحافظ ينقل عن