(2) وتبنت الشيعة بصورة إيجابية ومتميزة الولاء لأهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة ومهبط الوحي والتنزيل، وولاؤهم قائم في أعماق قلوبهم ودخائل نفوسهم، سرى فيهم كما يسري الدم في عروقهم، ولم يكن ذلك ج يعلم الله ج عن غلو أو إفراط في الولاء والحب وإنما كان منبعثا عن وصايا النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيهم وإلزامه بمودتهم، فقد أثرت عنه في ذلك كوكبة من النصوص المتواترة التي لا يخالجها شك، ولا يسع المسلم أن يتغاضى عنها أو يتجاهلها، ومن أبرزها حديث الثقلين ، فقد قرنهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بمحكم التنزيل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، كما جعلهم كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى ، وأنهم باب حطة في بني إسرائيل من دخله غفر له، وإنهم من الأمة بمنزلة الرأس من الجسد، وبمنزلة العينين من الرأس إلى غير ذلك من الأحاديث التي تلزم المسلمين بمودتهم والولاء لهم.
(١٢٩)