عجائب الآثار - الجبرتي - ج ٣ - الصفحة ٥٥٦
المزارع ثم أشاعوا الطلب للصبيان الغير مختونين ليرسلهم إلى بلاد الإفرنج ليتعلموا الصنائع التي لم تكن بأرض مصر وشاع ذلك في أهل القرى وثبت ذلك عندهم فختن الجميع صبيانهم ومنهم من ارسل ابنه أو بنته وغيبها عند معارفه بالمدينة إلى غير ذلك من الأقاويل التي لم يثبت منها الا ما ذكر أولا من أن المطلوب جلب الفلاحين البطالين من بلدة الشرقية لاغير وقد تعمر هذا الوادي بالسواقي والأشجار والسكان من جميع الأجناس وانتشأ دنيا جديدة متسعة لم يكن لها وجود قبل ذلك بل كانت برية خرابا وفضاء واسعا و فيه سافر جملة من عساكر الأتراك والمغاربة وكبيرهم إبراهيم آغا الذي كان كتخدا إبراهيم باشا ثم تولى كشوفية المنوفية وصحبته خزينة وجبخانة ومطلوبات لمخدومه واستهل شهر جمادي الثانية بيوم الثلاثاء سنة 1232 في أوائله حضر إلى مصر بن يوسف باشا حاكم طرابلس ومعه اخوه أصغر منه يستأذنان الباشا في حضور والدهما إلى مصر فارا من والده وكان ولاه على ناحية درنة وبنى غازي فحصل منه ما غير خاطر والده عليه وعزم على أن يجرد عليه فأرسل أولاده إلى صاحب مصر بهدية ويستأذن في الحضور إلى مصر والإلتجاء اليه فأذن له في الحضور وهو ابن أخي الذي بمصر أولا وسافر مع الباشا إلى الحجاز ورجع إلى مصر واستمر ساكنا بالسبع قاعات وفيه وصل الخبر بأن إبراهيم آغا الذي سافر مع الجردة لما وصل إلى العقبة امر من بصحبته من المغاربة والعسكر بالرحيل فلما ارتحلوا ركب هو في خاصته وذهب على طريق الشام وفي ليلة الأربعاء سادس عشره وصل جراد كثير ليلا ونزل ببستان الباشا بشبرا وتعلق بالأشجار والزهور وصاحت الخولة والبستانجية وارسل الباشا إلى الحسينية وغيرها فجمعوا مشاعل كثيرة واوقدوها
(٥٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 551 552 553 554 555 556 557 558 559 560 561 ... » »»