عجائب الآثار - الجبرتي - ج ٣ - الصفحة ٥٢٩
عشرة قروش عنها أربعمائة نصف فضة زيادة على المبدل ان كان ذهبا أو فرانسة أو قروشا ووصل صرف البندقي إلى ثمانمائة نصف والمجر ثمانية عشر قرشا والمحبوب المصري إلى أربعمائة والاسلامبولي إلى أربعمائة وثمانين كل ذلك أسماء لا مسميات لانعدام الانصاف مع أنه يضرب منها المقادير والقناطير يأخذها التجار الشاميون والروميون بالفرط ثم يرسلونها متاجرة بدلا عن البضائع لان الريال في تلك البلاد صرفه ثلاثمائة نصف فقط فيكون فيه من الربح ستون نصفا في كل ريال ولما علم الباشا ذلك جعل يرسل لوكلائه بالشام في كل شهر الف كيس من الفضة العددية ويأتيه بدلها فرانسة فيضيف عليها ثلاثة أمثالها نحاسا ويضربها فضة عددية فيربح فيها ربحا بدون حاء عظيما وهكذا من هذا الباب فقط ومن حوادث السنة الافاقية واقعة الانكليز مع أهل الجزائر وهو ان لأهل الجزائر صولة واستعداد وغزوات في البحر ويغزون مراكب الإفرنج ويغتنمون منها غنائم ويأخذون منهم اسرى وتحت أيديهم من أسارى الانكليز وغيرهم شئ كثير ومينتهم حصينة يدور بها سور خارج في البحر كنصف الدائرة في غاية الضخامة والمتانة ذو أبراج مشحونة بالمدافع والقنابر والمرابطين والمحاربين ومراكبهم من داخله فوصل إليهم بعض مراكب الانكليز ومعهم مرسوم من السلطان العثماني ليفتدوا اسارهم بمال فاعطوهم ما يزيد عن الألف أسير ودفعوا عن كل رأس أسير مائة وخمسين فرانسا ورجعوا من حيث اتوا وبعد مدة وصل منهم بعض سفائن إلى خارج المينا رافعين اعلام السلم والصلح فعبروا داخل المينا من غير ممانع ونزل منهم أنفار في فلوكة وبيدهم مرسوم بطلب باقي الاسرى فامتنع حاكمهم من ذللك وترددوا في المخاطبات وفي أثناء ذلك وصلت عدة مراكب من مراكبهم وشلنبات وهي المراكب الصغار المعدة للحرب وعبروا مع مساعدة الريح إلى المينا وأثاروا الحرب والضراب بطرائقهم المستحدثة فأحرقوا مراكب أهل الجزائر مع المضاربة أيضا من أهل المدينة مع تأخر استعدادهم
(٥٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 524 525 526 527 528 529 530 531 532 533 534 ... » »»