عجائب الآثار - الجبرتي - ج ٣ - الصفحة ٥١٤
عليه الصورة وتابع الباشا أو الكتخدا ملازم له ويستعجله ويساعد كتخدا القاضي عليه ويسليه على ذلك الظفر والنصرة على الخصم مع أن الفرنساوية الذين كانوا لايتدينون بدين لما قلدوا الشيخ احمد العريشي القضاء بين المسلمين بالمحكمة حددوا له حدا في اخذ المحاصيل لا يتعداه بأن يأخذ على المائة اثنين فقط له منها جزء الكتاب جزء فلما زاد الحال وتعد إلى أهل الدولة رتبوا هذه الجمعية فلما تكاملوا بمجلس بيت البكري كتبوا عرضا محضرا ذكروا فيه بعض هذه الاحداثات والتمسوا من ولي الأمر رفعها ويرجون من المراحم ان يجري القاضي ويسلك في الناس طريقا من احدى الطرق الثلاث اما الطريقة التي كان عليها القضاة في زمن الامراء المصريين واما الطريقة التي كانت في زمن الفرنساوية أو الطريقة التي كانت أيام مجئ الوزير وهي الأقرب والأوفق وقد اخترناها ورضيناها بالنسبة لما هم عليه الان من الجور وتمموا العرض محضرا واطلعوا عليه الباشا فأرسله إلى القاضي فامتثل الامر وسجل بالسجل على مضض منه ولم تسعه المخالفة واستهل شهر جمادي الثانية سنة 1231 في منتصفه ورد الخبر بموت مصطفى بك دالي باشا بناحية الإسكندرية وهو قريب الباشا وأخو زوجته واستهل شهر رجب الأصم بيوم الثلاثاء سنة 1231 في ثالثه يوم الخميس قبل الغروب حصل في الناس انزعاج ولغط ونقل أصحاب الحوانيت بضائعهم منها مثل سوق الغورية ومرجوش وخان الحمزاوي وخان الخليلي وغيرهم ولم يظهر لذلك سبب من الأسباب وأصبح الناس مبهوتين ولغطوا بموت الباشا وحضر اغات الينكجرية واغات التبديل إلى الغورية وأقاما بطول النهار وهما يأمران الناس بالسكون وفتح الدكاكين وكذلك علي آغا الوالي بباب زويلة وأصبح يوم السبت فركب الباشا وخرج إلى قبة العزب وعمل رماحة وملعبا ورجع إلى شبرا
(٥١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 509 510 511 512 513 514 515 516 517 518 519 ... » »»