عجائب الآثار - الجبرتي - ج ٣ - الصفحة ٥١٠
المذل مقلب الأحوال ومغير الشؤون فمن العبر انه لما حضر المصريون ودخلوا إلى مصر بعد مقتل طاهر باشا وتأمروا وتحكموا فكانت عساكر الأتراك في خدمتهم ومن أرذل طوائفهم وعلائفهم تصرف عليهم من أيدي كتابهم واتباعهم وإبراهيم بك هو الأمير الكبير وراتب محمد علي باشا هذا من الخبز واللحم والأرز والسمن الذي عينه له من كبلاره نعوذ بالله من سوء المنقلب ورجع سليم كاشف المرسل إليهم بالجواب المشتمل على ما فيه من الشروط وفيه امر الباشا بحبس احمد أفندي المعايرجي بدار الضرب وحبس أيضا عبد الله بكتاش ناظر الضربخانة واحتج عليهما باختلاسات يختلسانها واستمر أياما حتى برر عليهما نحو السبعمائة كيس وعلى الحاج سالم الجواهرجي وهو الذي يتعاطى ايراد الذهب والفضة إلى شغل الضربخانة مثلها ثم اطلق المذكوران ليحصلا ما تقرر عليهما وكذلك اطلق الحاج سالم وشرعوا في التحصيل بالبيع والاستدانة واشتد القهر بالحاج سالم ومات على حين غفلة وقيل إنه ابتلع فص الماس وكان عليه ديون باقية من التي استدانها في المرة الأولى والغرامة السابقة ومن النوادر الغريبة والاتفاقات العجيبة انه لما مات إبراهيم بك المداد بالضربخانة قبل تاريخه تزوج بزوجته احمد أفندي المعايرجي المذكور فلما عوق احمد أفندي خافت زوجته المذكورة ان يدهمها امر مثل الختم على الدار أو نحو ذلك فجمعت مصاغها وما تخاف عليه مما خف حمله وثقل ثمنه وربطته في صرة واودعتها عند امرأة من معارفها فسطا على بيت تلك المرأة شخص حرامي واخذ تلك الصرة وذهب بها إلى دار امرأة من أقاربه بالقرب من جامع مسكة وقال لها احفظي عند هذه الصرة حتى ارجع ونزل إلى أسفل الدار فنادته المراة اصبر حتى آتيك بشئ تأكله فقال نعم فإني جيعان وجلس أسفل الدار ينتظر اتيانها له بما يأكله وصادف مجئ زوج المرأة تلك الساعة فوجده
(٥١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 505 506 507 508 509 510 511 512 513 514 515 ... » »»