عجائب الآثار - الجبرتي - ج ٣ - الصفحة ٣٣٣
الفلكيين عنه ويبحثون عن دلائله وعن الملاحم المصنفة في ذوات الأذناب واستمر ظهوره قريبا من ثلاثة اشهر واضمحل بعض جرمه ومشى إلى ناحية الجنوب وقرب من النسر الطائر واستهل شهر رمضان بيوم الأربعاء سنة 1226 وفي يوم الخميس تاسعه ارتحل العسكر من الحصوة ونزلوا ببركة الحج وفي يوم الأحد ثاني عشره ارتحلوا من البركة فكان مدة مكث العرضي من يوم خروج الموكب إلى يوم ارتحالهم من البركة قريبا من ستة اشهر ونصف والناس في امر مريج في كل شيء وفيه خرج السيد محمد المحروقي ليسافر صحبة الركب وخرج في موكب جليل لأنه هو المشار اليه في رياسة الركب ولوازمه واحتياجاته وأمور العربان ومشايخها وأوصى الباشا ولده طوسون باشا أمير العسكر بان لا يفعل شيئا من الأشياء الا بمشورته واطلاعه ولا ينفذ امرا من الأمور الا بعد مراجعته وفيه وردت الاخبار بأن العساكر البحرية ملكوا ينبع البحر ونهبوا ما كان فيه من ودائع التجار وذلك أنه كان بمرساة الينبع عدة مراكب وأدوات والشريف غالب أمير مكة يكاتب الباشا ويراسله ويظهر له النصح والصداقة وخلوص المودة والباشا أيضا يراسله ويكاتبه وارسل له السيد سلامة النجاري والسيد احمد المنلا الترجمان المحروقي بمراسلات وجوابات مرارا عديدة فكأناهما السفيرين بينهما وأيضا الشريف في كل كتابة مع كل مرسل يعاهد الباشا ويعاقده ويواعده بنصر عساكره متى وصلت وينافق للطرفين الذي هو العثماني والوهابي ويداهنهما اما الوهابي فلخوفه منه وعدم قدرته عليه فيظهر له الموافقة والامتثال وانه معه على العهود التي عاهده عليها من ترك الظلم واجتناب البدع ونحو ذلك ويميل باطنا للعثمانيين لكونه على طريقتهم ومذاهبهم وتعاقد مع الباشا انه متى
(٣٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 328 329 330 331 332 333 334 335 336 337 338 ... » »»