عجائب الآثار - الجبرتي - ج ٣ - الصفحة ٣٣٠
مشايخ عربان أولاد على المتسولين على البحيرة وتحيل عليهم فلما حضروا اليه قبض عليهم وقرر عليهم أموالا عظيمة ثم خلع عليهم وعوقهم وارسل العساكر فنهبت نجوعهم وسبوا نساءهم وأولادهم ومواشيهم واما كتخدا بك فإنه بمصر يقرر الفرض على البلاد هو و الكتبة حسب أوامر مخدومه ونظموا كيفية أخرى وهي انهم جمعوا الميري المضاف والفائظ والرزق ايراد اربع سنوات وكتبوا بها مراسيم بنصف المقرر ليقبض في دفعتين وبعد أن تقرر النصف الأول وتحصل منه ما تحصل وبقى الباقي مع النصف الآخر ويطلب من أربابه ولا بد لا مسامحة في شئ منه ومن نكفل بما تقرر على حصته والزم نفسه بدفعه وكتب على نفسه وثيقة لأجل طولب به حتى قبل حلول الأجل لاحتياج المهمات فتتوجه عليه الحوالات بيد العساكر فينزلون بداره ويلازمونه ويضيقون أنفاسه ويكلفونه ما لا يطيق فلا يجد ملجأ ولا خلاصا الا بأحد الشيئين اما الدفع بأي وجه كتان واما أن ينزل عن حصته بالفراغ للديوان ولا يبقى بيده ما يتقوت به هو وعياله ويصبح فقيرا لا يملك شيئا ان لم يكن له ايراد من جهة أخرى واستهل شهر ربيع الثاني سنة 1226 والكتخدا يتنوع في استجلاب الأموال ويتحيل في استخراجها بأنواع من الحيل فمنها انه يرسل إلى أهل حرفة من الحرف ويأمرهم ببيع بضاعتهم بنصف ثمنها ويظهر انه يريد الشفقة والرأفة بالناس ويرخص لهم في اسعار المبيعات وان أرباب الحرف تعدوا الحدود في غلاء الأسعار فجتمع أهل الحرفة ويضجون ويأتون بدفاترهم وبيان رأس امالهم وما ينضاف اليه من غلو جريئات تلك البضاعة وما استحدث عليها من الجمارك والمكوس وغلو الاجر في البحر والبر فلا يستمع لقولهم ولا يقبل لهم عذرا ويأمر بهم إلى الحبس فعند ذلك يطلبون الخلاص ويصالحون على أنفسهم بقدر من المال يدفعونه ويوزعون ذلك على افرادهم فيما بينهم
(٣٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 325 326 327 328 329 330 331 332 333 334 335 ... » »»