عجائب الآثار - الجبرتي - ج ١ - الصفحة ٥٩٣
ودخل إلى بيته وحضر اليه في عصريتها مراد بك في بيته وجلس معه حصة طويلة وفي يوم الأحد عاشره عمل الديوان وحضرت لإبراهيم بك الخلع من الباشا فلبسها بحضرة مراد بك والامراء والمشايخ وعند ذلك قام مراد بك وقبل يده وكذلك بقية الامراء وتقلد علي أغا كتخدا الجاويشية كما كان وتقلد علي أغا اغات مستحفظان كما كان فاغتاظ لذلك قائد أغا الذي كان ولاه مراد بك وحصل له قلق عظيم وصار يترامى على الامراء ويقع عليهم في رجوع منصبه وصار يقول إن لم يردوا إلى منصبي والا قتلت علي أغا وصمم إبراهيم بك على عدم عزل علي أغا واستوحش علي أغا وخاف على نفسه من قائد أغا ثم إن إبراهيم بك قال إن عزل علي أغا لا يتولاها قائد أغا أبدا ثم إنهم لبسوا سليما أغا امين البحرين وقطع منها امل قائد أغا وما وسعه الا السكوت وفي منتصف جمادى الآخرة خرج عثمان بك المذكور بمماليكه وأجناده مسافرا إلى الصعيد بنفسه ولم يسمع لقولهم ولم يلبس تقليدا لذلك على العادة فأرسلوا له جماعة ليردوه فأبى من الرجوع وفيه كثر الموت بالطاعون وكذلك الحميات ونسي الناس أمر الغلاء وفي يوم الخميس مات علي بك أباظة الإبراهيمي فأنزعج عليه إبراهيم بك وكان الامراء خرجوا بأجمعهم إلى ناحية قصر العيني ومصر القديمة خوفا من ذلك فلما مات علي بك وكثير من مماليكهم داخلهم الرعب ورجعوا إلى بيوتهم وفي يوم الأحد طلعوا إلى القلعة وخلعوا علي لاجين وجعلوه حاكم جرجا ورجع إبراهيم بك إلى بيته أيضا وكان إبراهيم بك إذ ذاك قائمقام وفيه مات أيضا سليمان بك أبو نبوت بالطاعون وفي منتصف رجب خف أمر الطاعون
(٥٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 588 589 590 591 592 593 594 595 596 597 598 ... » »»