عنه كثيرا من علم الحقائق وكان كثير الحب فيه فلما رآه لا يقرأ أوراد الطريقة الخلوتية ويقتصر على أوراد القصيرى عاتبه في ذلك وقال له أيليق بك ان تسلك على أيدينا وتقرأ أوراد غيرنا اما ان تقرأ أورادنا واما ان تتركنا فقال يا سيدي أنتم جعلكم الله رحمة للعالمين وأنا أخاف من الشيخ القصيرى ان تركت أوراده وشئ لازمته في صغرى لا أحب ان اتركه في كبرى فقال له السيد البكري استخر الله وانظر ماذا ترى لعل الله يشرح صدرك قال فاستخرت الله العظيم ونمت فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم والقصيرى عن يمينه والسيد البكري عن يساره وانا تجاههم فقال القصيرى للرسول صلى الله عليه وسلم يا رسول الله أليست طريقتي على طريقتك أليست اورادي مقتبسة من أنوارك فلم يأمر السيد البكري هذا بترك أورادى فقال السيد البكري يا رسول الله رجل سلك على أيدينا وتولينا تربيته أيحسن منه ان يقرأ أوراد غيرنا ويهجر أورادنا فقال الرسول عليه السلام لهما اعملا فيه القرعة واستيقظ الشيخ من منامه فأخبر السيد البكري فقال له السيد معنى القرعة انشراح صدرك انظره واعمل به قال الشيخ رضي الله عنه ثم بعد ليلة وأكثر رأيت سيدي أبا بكر الصديق رضي الله عنه في المنام وهو يقول لي يا محمود خليك مع ولدى السيد مصطفى ورأى ورد سحر الذي ألفه المذكور مكتوبا بين السماء والأرض بالنور المجسم كل حرف منه مثل الجبل فشرح الله بعد ذلك صدره ولازم أوراد السيد البكري وأخذ من أوراد القصيرى ما استطاع وأخبر رضي الله عنه انه رأى حضرة الرسول صلى الله عليه وسلم في بعض المرائي وكان جمع الفقراء في ليلة مباركة وذكر الله تعالى بهم إلى الفجر وكان معه شئ قليل من الدنيا فورد على قلبه وارد زهد ففرق ما كان معه على المذكورين وفي أثناء ذلك صرخ من بين الجاعة صارخ يقول الله بحال قوى فلما فرغوا قال للشيخ يا سيدي سمعت هاتفا
(٥٥٥)