عجائب الآثار - الجبرتي - ج ١ - الصفحة ٥٤
اليوم نائبا عن باش جاويش لتمرضه فعاتبه جماعة التفرقة على ما فعله جماعته فاغلظ عليهم في الجواب فقبضوا عليه من اطواقه وأرادوا ضربه فدخل بينهم المصلحون وخلصوه من أيديهم فنزل إلى باب العزب وأخبرهم بما فعله المتفرقة فاجتمعت طائفة العزب ووقفوا على بابهم فلما مر عليهم اثنان من جماعة المتفرقة نازلين إلى منازلهم وهما محمد الابدال وصاري علي فلما حاذياهم هجم عليهما طائفة العزب هجمة واحدة وضربوهما ضربا مؤلما وانزلوهما عن الخيل وشجوهما ونهبوا ما على الخيل من العدد واخذوا ما عليهما من الملبوس فلما وصل الخبر للمتفرقة اجتمعوا مع بقية الوجاقات وقعدوا في باب الينكجرية وانهوا امرهم إلى الاغوات والصناجق وأهل الحل والعقد واستمروا على ذلك ثلاثة أيام إلى أن وقع التوافق على اخراج أربعة أنفار الذين كانوا سببا لاشعال نار الفتنة ونفيهم من مصر وهم احمد كتخدا العزب ومحمد امين بيت المال والشريف محمد باش اوده باشه ومحمد أفندي قاضي اوغلي الذي كان الباعث على ذلك فوافق على ذلك الجميع وصمموا عليه فسفروهم إلى جهة الصعيد وفي ثاني شهر الحجة عزل على آغا مستحفظان وتولى عوضه رضوان آغا كتخدا الجاوشية سابقا وركب بالشعار المعلوم وقطع ووصل وامر أهل الأسواق ان يدفعوا الأرطال في دار الضرب بالدمغة السلطانية وجعلوا على كل دمغة نصف فضة فتحصل من ذلك مال له صورة وفي سابع عشر المحرم سنة تسع عشرة ومائة وألف توفي إسماعيل بك الدفتردار وولي أيوب بك عوضه وهو الذي كان أمير الحاج سابقا وفي سادس صفر ورد مرسوم من السلطان احمد بان يكون عيار الذهب اثنين وعشرين قيراطا وكانوا يقطعونه على ستة عشر وفي يوم الخميس ورد امر بحبس محمد باشا الرامي وبيع كامل ما يملكه من متاع وملبوس وغيره فحبس بقصر يوسف صلاح الدين
(٥٤)
مفاتيح البحث: الضرب (1)، الحج (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 ... » »»