عجائب الآثار - الجبرتي - ج ١ - الصفحة ٥١
وفي رابع عشر شوال كانت واقعة المغاربة من أهل تونس وفاس وذلك أن من عادتهم ان يحملوا كسوة الكعبة التي تحمل كل سنة للبيت الحرام ويمرون بها في وسط القاهرة وتحمل المغاربة جانبا منها للتبرك بها ويضربون كل من رأوه يشرب الدخان في طريق مرورهم فرأوا رجلا من اتباع مصطفى كتخدا القازدغلي فكسروا انبوبته وتشاجروا معه وشجوا رأسه وكان في مقدمتهم طائفة منهم متسلحون وزاد التشاجر واتسعت القضية وقام عليهم أهل السوق وحضر اوده باشة البوابة فقبض على أكثرهم ووضعهم في الحديد وطلع بهم إلى الباشا وأخبروه بالقضية فأمر بسجنهم بالعرقانة فاستمروا حتى سافر الحج من مصر ومات منهم جماعة في السجن ثم افرج عن باقيهم ثم تولى قره محمد باشا وحضر إلى مصر منتصف ربيع الثاني سنة احدى عشرة ومائة والف وهو كتخدا إسماعيل باشا المتقدم ذكره وفي أيامه سنة اربع عشرة حصلت حادثة الفضة المقصوصة والتسعيرة وسيأتي الخبر ذلك في ترجمة علي آغا مستحفظان وفي سنة خمس عشرة وردت الاخبار بوفاة السلطان مصطفى وجلوس السلطان أحمد بن محمد خان في سابع عشر ربيع الآخر منها وامر الباشا بقطع سقائف الدكاكين لأجل توسعة الطرق والأسواق ففعل ذلك ثم امر بقطع الأرض وتمهيدها فحفروا نحو ذراع أو أكثر من الأسواق ففعل ذلك ثم امر بقطع الأرض إلى أن كشفت الجدران ومكث محمد باشا واليا بمصر خمس سنوات إلى أن عزل في شهر رجب سنة ست عشرة ومائة والف ومن مآثره تعمير الأربعين الذي بجوار باب قراميدان وأنشأ فيه جامعا بخطبة وتكية لفقراء الخلوتية من الاروام واسكنهم بها وأنشأ تجاهها مطبخا ودار ضيافة للفقراء وفي علوها مكتبا للأطفال يقرأون فيه القرآن ورتب لهم ما يكفيهم وأنشأ فيما بينها وبين البستان المعروف بالغوري حماما فسيحا مفروشا بالرخام الملون وجدد بستان الغوري
(٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 ... » »»