عجائب الآثار - الجبرتي - ج ١ - الصفحة ٣٤٢
أيضا بالقرباشلية نسبة إلى سيدي علي أفندي قره باش أحد رجالها أيضا وهذا هو الاسم الخاص المميز لهم عن غيرهم من الخلوتية ولذلك قال السيد البكري في الألفية * والخلوتية الكرام فرق * قد نهجوا نهج الجنيد فرقوا * وخيرهم طريقنا العلية * من قد دعوا بالقربا شليه * وهي طريقة مؤيدة بالشريعة الغراء والحنفية السمحاء ليس فيها تكليف بما لا يطاق وكانت خير الطرق لان ذكرها الخاص بها لا إله إلا الله وهي أفضل ما يقول العبد كما في الحديث الشريف وكان المترجم رضي الله عنه اشتغل بالسلوك وطريق القوم بعد الثلاثين فاخذ على رجل يقال له الشيخ احمد الشاذلي المغربي المعروف بالمقري فتلقى منه بعض أحزاب وأوراد ثم قدم السيد البكري من الشام سنة 1133 فاجتمع عليه الشيخ بواسطة بعض تلامذة السيد وهو السيد عبد الله السلفيتي فسلم عليه وجلس فجعل السيد ينظر اليه وهو كذلك ينظر اليه فحصل بينهما الارتباط القلبي ثم قام وجلس بين يدي السيد بعد الاستئذان وكانت عادة السيد إذا اتاه مريد امره أولا بالاستخارة قبل ذلك الا هو فلم يأمره بها وذلك إشارة إلى كمال الارتباط فأخذ عليه العهد حالا ثم اشتغل بالذكر والمجاهدة فرأى في منامه في بعض الليالي السيد البكري والشيخ احمد الشاذلي المذكور جالسين والشيخ حمد يعاتبه على دخوله في الطريق ويعاتب أيضا السيد فقال له السيد هل لك معه حاجة قال نعم لي معه أمانة وإذا بجريدة خضراء بيد السيد فقال له هذه أمانتك قال نعم فكسرها نصفين ورماها للشاذلي وقال له خذ أمانتك ثم انتبه فأخبر السيد فقال له هذا اتصال بنا وانفصال عنه وهذه النسبة الباطنية التي صار بها سلمان الفارسي وصهيب من أهل البيت وقال ابن الفارض في التائيه على لسان
(٣٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 337 338 339 340 341 342 343 344 345 346 347 ... » »»