عجائب الآثار - الجبرتي - ج ١ - الصفحة ٣٠١
توجه معه إلى الروم فلما ولى الختام ثانيا زاد المترجم عنده أبهة حتى صار في سدة السلطنة أحد الأعيان المشار إليهم واتخذ دارا واسعة فيها أربعون قصرا ووضع في كل قصر جارية بلوازمها ولما عزل الوزير ونفي إلى احدى مدن الروم سلب المترجم جميع ما كان بيده ونفي إلى الإسكندرية فمكث هناك حتى مات في سنة 1172 شهيدا غريبا ولم يخلف بعده مثله وله ديوان شعر ورسائل منها تكميل الفضل بعلم الرمل ومتن البديعية سماه الفرج في مدح عالي الدرج اقترح فيها بأنواع منها وسع الاطلاع والتطريز والرث والاعتراف والعود والتعجيب والترهيب والتعريض وأمثلة ذلك كله موضحة في شرحه على البديعية ولما تغيرت دولة مخدومه وتغير وجه الزمان عاد روض انسه ذابل الأفنان ذا احزان واشجان لم يطب له المكان ودخل اسم عزه في خبر كان وتوفي في نحو هذا التاريخ ومات العمدة الاجل النبيه الفصيح المفوه الشيخ يوسف بن عبد الوهاب الدلجي وهو أخو الشيخ محمد الدلجي كلاهما ابنا خال المرحوم الوالد وكان انسانا حسنا ذا ثروة وحسن عشرة وكان من جملة جلساء الأمير عثمان بك ذي الفقار ولديه فضيلة ومناسبات ويحفظ كثيرا من النوادر والشواهد وكان منزله المشرف على النيل ببولاق مأوى اللطفاء والظرفاء ويقتني السراري والجواري توفي سنة 1171 عن ولديه حسين وقاسم وابنة اسمها فاطمة موجودة في الاحياء إلى الان ومات الشيخ النبيه الصالح علي بن خضر بن أحمد العمروسي المالكي اخذ عن السيد محمد السلموني والشهاب النفراوي والشيخ محمد الزرقاني ودرس بالجامع الأزهر وانتفع به الطلبة واختصر المختصر الخليلي في نحو الرابع ثم شرحه وكان انسانا حسنا منجمعا عن الناس مقبلا على شأنه توفي سنة 1173
(٣٠١)
مفاتيح البحث: الفرج (1)، الموت (1)، الوسعة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 296 297 298 299 300 301 302 303 304 305 306 ... » »»