جملة من الرصاص بديوان الخاص فحمل إليه جملة كثيرة فضلة عما طلب بثلاثين قنطارا ولم يأخذ له ثمنا وأما علاء الدين بن عبد الظاهر فإنه تركه يوما وهو في بستانه وانحدر إليه في البحر فلم يشعر به إلا وقد أرست حراقته على زريبة علاء الدين فنزل إليه وتلقاه واندهش لقدومه فحلف أنه ما يأكل ما يحضره إليه من خارج البستان وإلا مهما كان طعام ذلك اليوم يحضره فأحضر له ما اتفق حضوره له وقال يا مولانا أنا ما أعلمتك بمجيئي ولكن أنا مثل اليوم ضيفك ولكن لا ألتقي هذه العمارة على هذه الصورة وشرع رتبها على ما أراد وراح من عنده فلم يشعر علاء الدين إلا بالمهندسين والصناع والفعول والمراكب قد أرست على زريبته بأنواع الأخشاب وآلات العمارة من الطوب وأفلاق النخل والجبس وكل ما يحتاج إليه وأخذوا في هدم ذلك المكان وشرعوا في بنائه على ما قاله ولم يأت خمسة أيام إلا وقد تكمل ورخم وزخرف وفرغ منه فلما كان قبل الميعاد بيوم جاء إليه مركب موسق بأنواع الغنم والإوز والدجاج الفائق والسكر والأرز وغيره وجميع ما يطبخ حتى المخافي والماعون الصيني والجبن ومن يقليه فعمل الطعام الفايق المختلف ومد السماط العظيم ونزل كريم الدين ومعه من يختاره فلما حضر مد السماط فأكل هو ومن معه وأحضر أنواع الفاكهة والحلوى والمشروب ولما فرغ من ذلك أحضر كريم الدين بقجة كبيرة وأخرج منها ما يصلح للنساء من القماش الإسكندراني وغيره وما يصلح لملبوس علاء الدين وقال هذه خمسة آلاف درهم يكسو بها مولانا عبيدة وجواريه على ما يراه وهذا توقيع به مولانا السلطان على مولانا فيه زيادة معلومة دراهم وغلة وكسوة ولحم وجراية ونزل ليركب فنزل معه علاء الدين فلما ركب وفارقه قال له والله يا مولانا علاء الدين هذه الأشياء أفعلها طبعا وأنا لا أرجوك ولا أخافك وكان قد صدق أخبار البرامكة ومن رياسته أنه كان إذا قال نعم فهي نعم وإذا قال لا فهي لا وهذا تمام الرياسة قدم من الثغر نوبة حريق القاهرة ونسب إلى النصارى فغوث به الغوغاء ورجموه فغضب السلطان وقطع أيدي أربعة ثم إنه مرض في
(٧)