فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٤٤٩
وهو في التضمين الذي عاناه في فضلا من المتأخرين آية وفي صحة المعاني والذوق اللطيف غاية لأنه يأخذ المعنى الأول ويحل تركيبه وينقله بألفاظه إلى معنى ثان حتى كأن الناظم الأول إنما أراد به المعنى الثاني وقد أكثر من ذلك حتى قال * أطالع كل ديوان أراه * ولم أزجر عن التضمين طيري * * أضمن كل بيت فيه معنى * فشعري نصفه من شعر غيري * ومنه قوله يرثي قدحا * أيا قدحا قد صدع الدهر شمله * فأصبح بعد الراح قد جاور التربا * * سأبكيك في وقت الصبوح وإنني * سأكثر في وقت الغبوق لك الندبا * * وإن قطبت شمس المدام فحقها * لأنك كنت الشرق للشمس والغربا * ومنه * أهديته قدحا فإن أنصفته * اوسعته بجماله تقبيلا * * نظمت به الصهباء در حبابها * حتى تصير لرأسه إكليلا * ومنه قوله * لو أنك إذ شربناها كئوسها * ملئن من المدام الأرجواني * * حسبت سقاتها دارت علينا * بأشربة وقفن بلا أواني * ومنه قوله أيضا * إن كان راووق المدامة عندما * تاب الأمير بكى بدمع قان * * فاليوم ينشد وهو يبكي عندا ما * شرب المدامة من يد السلطان * * يا عين صار الدمع عندك عادة * تبكين في فرح وفي أحزان * ومنه قوله * قالوا فلان تولى نتف عارضه * ليصبح الحسن عنه غير منتقل *
(٤٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 444 445 446 447 448 449 450 451 452 453 454 ... » »»