* ولو لم يكن ما خفت لا خفت لم أجد * على غير ما أخدمتنيه اللياليا * * إلى من إذا لم تشكني أنت والعلا * أكون لما ألقى من الدهر شاكيا * * وأنت على رفعي ووضعي حجة * فكن بي على أولاهما بك جازيا * * وكون مكاني من سمائك عاطلا * ولولا مكاني الدهر ما كان خاليا * * فرد المنى خضرا ترف غصونها * بمبسوطة تندي ندى وعواليا * * عوال إذا ما الطعن هز جذوعها * تساقطت الهيجا عليك معاليا * * وعاون على استنجاز طبعي بهبة * ترقص في ألفاظهن المعاليا * * وعز على العلياء أن تلقى العصا * مقيما بحيث البدر ألقى المراميا * * ومن قام رأى ابن المظفر بينه * وبين الليالي نام عنهن لاهيا * وقال أيضا * سقاها الحيا من مغان فساح * فكم لي بها من معان فصاح * * وحلى أكاليل تلك الربا * ووشى معاطف تلك البطاح * * فما أنس لا أنس عهدي بها * وجرى فيها ذيول المراح * * فكم لي في اللهو من طيرة * إليها بأجنحة الارتياح * * ونوم على حبرات الرياض * تجاذب بردى أيدي الرياح * * وليل كرجعة طرف المريب * لم أدره شفقا من صباح * * كعمر عداتك يوم الندى * وعمر عداتك يوم الكفاح * * إليك رمى أملى بي ولا * هوى مصفقة بالرياح * * إذا عمر هطلت كفه * فلا حملت سحب من رياح * وقال أيضا * وما أنس بين النهر والقصر وقفة * نشدت بها ما ضل من شارد الحب * * رميت بلحظي دمية سنحت به * فلم أنتبه إلا ومحرابها قلبي *
(١٦)