* فلما زرته من أرض مصر * مددت عليه من كفيك نيلا * وقال نور الدين بن مصعب * رأيت أهل الشام طرا * ما فيهم قط غير راض * * نالهم الخير بعد شر * فالوقت بسط بلا انقباض * * وعوضوا فرحة بحزن * مذ أنصف الدهر في التقاضي * * وسرهم بعد طول غم * قدوم قاض وعزل قاضي * * فكلهم شاكر وشاك * بحال مستقبل وماض * وكان كريما ممدحا فيه ستر وعفو وحلم وحكاياته في ذلك مشهورة ثم عزل بابن الصايغ وبقي في يده الأمينية والنجيبية إلى أن مات رحمه الله سادس رجب سنة إحدى وثمانين وستمائة بالنجيبية جوار النورية وشيعه الخلائق ودفن بسفح قاسيون وكان وجيه الدين بن سويد صاحبه وكان يسومه قضاء أشغال كثيرة ويقضيها فحضر في بعض الأيام ورام منه أمرا متعذرا فاعتذر فقال وجيه الدين ما يكون الصاحب صاحبا حتى يعرق جبينه مع صاحبه في جهنم فقال له ابن خلكان يا وجيه الدين صرنا معك قشل مشل وما ترضى ويقال إنه عمل سيرة للملك الظاهر وأوصل نسبه بجنكيز خان فلما وقف عليه قال هذا يصلح أن يكون وزيرا اطلبوه فطلبوه فبلغ الخبر الصحب بهاء الدين بن حنا فسعى في القضية إلى أن أبطل ذلك وناسي السلطان عليه فبقي في القاهرة يركب كل يوم ويقف في باب القرافة ويمشي قدام الصاحب إلى أن يوصله إلى بيته وافتقر حتى لم يبق له غير البغلة لركوبه وكان له عبد يعمل بابا ويطعمه وكان الشيخ بهاء الدين بن النحاس يؤثره والصاحب بهاء الدين لا يحنو عليه حتى فاوضه الدوادار وقال له إلى متى يبقى هذا على هذه الحالة فجهز إلى دمشق على القضاء ولما كان بطالا أمر له بدر الدين الخازندار بألفي درهم ومائة إرب قمح
(١٥٤)