وتوفي سنة إحدى عشرة وستمائة وكان قد رتب بعد تلك الواقعة عميدا ببغداد مستوفيا للمكوس والضرائب فشرع في ظلم الناس وارتكاب ما نهى الله عنه من سفك الدماء وضرب الأبشار وأخذ الأموال بغير حق ولم يزل كذلك حتى عزل واعتقل بالمخزن ثم أطلق ومكث خاملا وعمل وكيلا للأمير أبي الحسن علي ابن الإمام الناصر ولم يزل كذلك حتى مات وكان دمث الأخلاق لطيفا ظريفا ومن شعره في مليح لابس أحمر * قالوا ملابسه حمر فقلت لهم * هذي الثياب ثياب الصيد والقنص * * ترمى بسهم لحاظ طالما أخذت * أسد القلوب فتلقيها لدى قفص * * فاللون في الثوب إما من دما مهج * أو انعكاس شعاع الخد بالقمص * 280 أبو محمد التكريتي عبد السلام بن يحيى بن القاسم بن المفرج أبو محمد التكريتي أخو عبد الرحمن وهو الأكبر تفقه على والده وحفظه القرآن وقرأ الأدب وبرع فيه وله النظم والنثر والخطب والمكاتبات والمصنفات الأدبية ولد سنة سبعين وخمسمائة وتوفي سنة... وستمائة رحمه الله تعالى ومن شعره * متى يفيق من الأشواق سكرن ويرتوي * من شراب الوصل عطشان * * ويرجع العيش غضا بعد ما يبست * منه بطول الجفا والصد أغصان * * أفنى اصطباري صدوح غاب واحدها * فكم لها في فروع الأيك ألحان * * باتت تنوح على غصن تميل به * ريح الصبا وكأن الغصن نشوان * * حزينة الصوت يشجو قلب سامعها * قريحة قلبها المفجوع حنان * * تبكي بغير دموع والبكا خلق * بالدمع لي وكذاك الوجد ألوان * * آها على عيشنا الماضي ولذاته * إذ غصنه باجتماع الشمل فينان *
(٦٦٣)