وما أحسن قول صردر في قصيدته التي أولها * عسى رائح يأتي بأخبار من غدا * وهو * وحي طرقناه على غير موعد * فما إن وجدنا عند نارهم هدى * * وما غفلت أحراسهم غير أننا * سقطنا عليهم مثل ما يسقط الندى * ولما وقف بعض الظرفاء على قصيدة وضاح اليمن ووصل إلى قوله قلت فربى راحم غافر كتب على الحاشية هذا نياك بالدبوس ما يرجع ولما استأذنت أم البنين بنت عبد العزيز بن مروان الوليد بن عبد الملك في الحج أذن لها وهو خليفة وهي زوجته وكتب الوليد يتوعد الشعراء جميعا أن يذكرها أحد منهم أو يذكر أحدا ممن معها فقدمت مكة رتراءت الناس وتصدى لها أهل الغزل والشعراء ووقعت عينها على وضاح اليمن فهويته وأنفذت إلى كثير عزة وإلى وضاح اليمن فكره ذلك كثير وشبب بجاريتها غاضرة وذلك في قوله * شجا أظعان غاضرة الغوادي * وأما وضاح اليمن فإنه صرح فبلغ ذلك الوليد فقتله وقيل إنه مدح الوليد فوعدته أم البنين أن تساعده وتعينه على رفده فقدم إلى الوليد وأنشده * صبا قلبي إليك ومال ميلا * وأرقني خيالك يا أثيلا * * يمانية تلم بنا فتبدي * دقيق محاسن ونكن غيلا * وهي أبيات مشهورة فأحسن رفده ثم نما إليه أنه يشبب بأم البنين فجفاه وحجبه ودبر في قتله واختلسه ودفنه في داره وقيل إن أم البنين كانت ترسل إليه فيدخل إليها ويقيم عندها فإذا خافت وارته في صندوق عندها فأهدى إلى الوليد جوهر فأعجبه ودعا خادمه وبعث به إلى أم البنين فدخل عليها مفاجأة ووضاح عندها فرآه وقد وارته في الصندوق فقال لها يا مولاتي هبي لي منه حجرا فقالت لا يا بن
(٦٢٠)