فوات الوفيات - الكتبي - ج ١ - الصفحة ٦٩
* سقوا دمعهم غرس الأسى في ثرى الجوى * فأنبت أزهار الشحوب الفواقعا * * تساقوا لبان الصدق محضا بعزمهم * وحرم تفريطي علي المراضعا * وهي طويلة ومن شعره * سل في الظلام أخاك البدر عن سهري * تدري النجوم كما تدري الورى خبري * * أبيت أسجع بالشكوى وأشرب من * دمعي وأنشق ريا ذكرك العطر * * حتى أخيل أني شارب ثمل * بين الرياض وبين الكأس بالخفر * * إن تقصني فنفار جاء من رشأ * أو تضننى فمحاق جاء من قمر * وله أيضا * ردوا على طرفي النوم الذي سلبا * وخبروني بقلبي أية ذهبا * * علمت لما رضيت الحب منزلة * أن المنام على عيني قد غضبا * * فقلت واحربا والصمت أجر بي * قد يغضب الحب إن ناديت واحربا * * إني له عن دمي المسفوك معتذر * أقول حملته في سفكه تعبا * * نفسي تلذ الأسى فيه وتألفه * هل تعلمون لنفسي في الجوى نسبا * * قالوا عهدناك من أهل الرشاد فما * أغواك قلت اطلبوا في لحظه السببا * * من صاغه الله من ماء الحياة وقد * جرت بقيته في ثغره شنبا * * يا غائبا مقلتي تهمي لفرقته * والقطر إن حجبت شمس الضحى انسكبا * * كم ليلة بتها والنجم يشهد لي * رهين شوق إذا غالبته غلبا * * مرددا في الدجى لهفا ولو نطقت * نجومها رددت من حالتي عجبا * * ماذا ترى في محب ما ذكرت له * إلا بكى أوشكا أو حن أو طربا * * يرى خيالك في الماء الزلال وما * ذاق الشراب فيروى وهو ما شربا وله أيضا * ولما عزمنا ولم يبق من * مصانعة الشوق غير اليسير * * بكيت على النهر أخفى الدموع * فعرضها لونها للظهور * * ولو عرف السفر حالي إذن * لما صحبوني عند المسير *
(٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 ... » »»