فصار الكموني يعرض بي بهذا البيت في كل وقت وصناعتي نارية كما ترى قلت صدقت اصنع حتى أعينك ففكر طويلا وقال بيني وبينهما سواد الليل والخلوة بالقوافي وشرب يوما في دار الخمار طول نهاره فلما كربت الشمس أتت بعارض غدق فخرج ومعه نبيذ حتى أتى داره فاستوحش وبعث رسولا في طلب عبد الوهاب المثقال فوجده وجع الرجل فأتاه بخبره فما لبث أن وافاه فاحتمله على كتفه كالطفل مغالبة وأنوله عند الباب وقد مات ضحكا وأخبرني عبد الوهاب بالحكاية فصنعت أبياتا كتمتها أبا لقمان (من السريع) * أشاعر أم جمل هائج * ليس له حاد ولا حادج * * يركبه في الوحل إخوانه * أمنا وذا الغرر الخارج * * إلا يكن في خلقه شدقما * فالفرق ما بينهما واشج * * كأنما راكبه إذ بدا * نحو السماوات العلى عارج * * لولا دفاع الله مما ارتقى * ما انحط إلا وبه فالج * وتوفي أبو لقمان الصفار في سنة خمس عشرة وأربع مائة وقد تجاوز الأربعين ومن شعره قصيدة أولها (من البسيط) * أحمد بذا الزمن المحمود من زمن * به أتيح حريم الكفر للمحن * منها * هون عليك فكم غارت بكفرهم * من غيرة لذوي الإسلام والسنن * * وكم أحلوا حراما لا يحل وكم * دانوا بدين عبيد العجل والوثن * * لما رغا فوقهم سقب السماء ضحى * بالقيروان وراقى جاحم الفتن * * بوقعة أوقعت بالغرب صاعقة * لذعرها عاد من بالشرق في عدن * * ما كان أيمنها من وقعة رعبت * من دان بالكفر في الفسطاط واليمن * 215 - الكاتب المغني يونس الكاتب المغني بن سليمان بن كرد بن شهريار من ولد هرمز قيل إنه مولى لعمر بن الزبير ومنشؤه ومولده بالمدينة وكان أبوه فقيها فأسلمه في الديوان فكان من كتابه وأخذ الغناء عن معبد وابن سريج وابن محرز والغريض وأكثر روايته عن معبد وله شعر جيد وخرج مرة من المدينة إلى الشام في تجارة فبلغ الوليد بن
(١٨١)