الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢٩ - الصفحة ١٧٦
ولايته عفيفا مهيبا ملازما لمجلس الحكم وله شعر توفي سنة ثلاث وعشرين وست مائة رحمه اله تعالى وتولى الحكم بعده القاضي شمس الدين أحمد بن الخويي ومن شعره 209 - ابن بغا يونس بن بتغا معشوق أمير المؤمنين المعتز بالله وكان هو والمعتز من أحسن الناس وكانا أمردين وكان الناس يتفرجون عليهما إذا ركبا شرب المعتز يوما على بستان مملوء من النمام وبين النمام شقائق النعمان فدخل عليه يونس بن بغا وعليه قباء أخضر فقال المعتز (من الكامل) * شبهت حمرة خده في ثوبه * بشقائق النعمان في النمام * ثم قال أبيت آخر فابتدر بنان المغني وكان ربما عبث بالبيت بعد البيت فقال * القد منه إذا بدا في قرطق * كالغصن في لين وحسن قوام * فقال له المعتز فغن فيه فعمل فيه لحنين وقال العباس بن المفضل كنت مع المعتز في الصيد فانقطع عن الموكب وأنا ويونس بن بغا معه بقرب قنطرة وصيف وكان هناك ديراني أعرفه ظريفا نظيفا فقلت يا أمير المؤمنين في هذا الدير راهب أعرفه ظريفا لا يخلو من ماء بارد أترى أن نميل إليه قال نعم فجئناه فخرج وأخرج إلينا ماءا باردا وسألني عن المعتز ويونس فقلت فتيان من أبناء الجند فقال بل مقلتان من حور الجنة فقلت له ليس هذا في دينك فقال من الآن هو ديني فضحك المعتز فقال الديراني أتأكلون شيئا قلنا نعم فأخرج لنا شطيرات خبزا وأدما نظيفا فأكلنا أطيب أكل وجاءنا بأشنان فاستظرفه المعتز وقال لي قل له بينك وبينه من تحب من هذين الغلامين أن يكون معك فقلت له فقال كلاهما وتمرا فضحك المعتز حتى مال على حائط الدير فقلت للديراني لا بد أن تختار فقال الاختيار والله في هذا دمار وما خلق الله عقلا يميز بين هذين ولحقهما الموكب فارتاع الديراني فقال له المعتز بحياتي لا تقطع ما كنا فيه فإني لمن ثم مولى ولمن ها هنا صديق فمزحنا ساعة ثم أمر له بخمس مائة ألف درهم فقبلها وقال والله ما أقبلها إلا على شرط قال وما هو قال يجيب أمير المؤمنين دعوتي مع من أراد قال لك ذلك فاتعدنا ليوم جئناه فيه فلم يبق غاية وقام للموكب كلهن بما احتاج إليه وجاء بأولاد النصارى فخدمونا ووصله المعتز يوما بصلة سنية ولم يزل يعتاده ويقيم عنده
(١٧٦)
مفاتيح البحث: الصيد (1)، الأكل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 ... » »»