في الوعظ علامة في التاريخ والسير وافر الحرمة محببا إلى الناس حلو الوعظ قدم دمشق وهو ابن نيف وعشرين سنة ونفق على أهلها وأقبل عليه أولاد العادل وصنف في الوعظ والتاريخ وكان والده قزغلي من موالي الوزير عون الدين بن هبيرة وروى عنه الدمياطي ويقال في والده زغلي بحذف القاف وهو صاحب مرآة الناس وأنا ممن حسده على هذه التسمية وهي لائقة بالتاريخ كأن الناظر في التاريخ يعاين من ذكر فيه في مرآة إلا أن في المرآة صدأ المجازفة منه رحمه الله تعالى في أماكن معروفة قال الشيخ شمس الدين وقد اختصره شيخنا قطب الدين اليونيني وذيل عليه إلى وقتنا هذا ولما مات حضر جنازته السلطان ومن دونه ودرس بالشبلية مدة وبالمدرسة البدرية وقرأ الأدب على أبي البقاء والفقه على الحصيري ولبس الخرقة من عبد الوهاب بن سكينة وكان حنبليا فانتقل وصار حنفيا للدنيا وصنف في مناقب أبي حنيفة جزءا ومعادن الإبريز في التفسير تسعة وعشرون مجلدا وشرح الجامع الكبير في مجلدين 140 - الذهبي الشاعر يوسف بن لؤلؤ الذهبي الأديب بدر الدين الدمشقي الشاعر كان والده لؤلؤ عتيق دلدرم صاحب تل باشر له نظم يروق الأسماع ويعقد على فضله الإجماع مدح الناصر بن العزيز والكبار وكان له بيت في الجاروخية عاش ثلاثا وسبعين سنة وتوفي رحمه الله في شعبان سنة ثمانين وست مائة يقال إنه كانت له دكان باللبادين له فيها قفص على العادة فيه خواتم وغيرها فجاءه مملوك من مماليك الناصر صاحب الشام فقال له عندك خاتم على قدر إصبعي فقال بل عندي إصبع على قدر خاتمك فبلغت الواقعة الناصر فاستظرفه وكان ذلك سبب اتصاله به ومن شعره ما أنشدنيه من لفظه الحاج لاجين الذهبي قال أنشدني من لفظه لنفسه وقد توالت الأمطار بدمشق (من الرمل) = * إن أقام الغيث شهرا هكذا * جاء بالطوفان والبحر المحيط * * ما هم من قوم نوح يا سما * أقلعي عنهم فهم من قوم لوط * وقال لي لاجين هذا هو الذي أول من علم الناس المجنس بدمشق وهو تلبيس الذهب الفضة وجعله شريطا يعني يوسف الذهبي هذا
(١٢٢)