عليه ولم يزل حاله يسمى عند كافور إلى أن توفي كافور وكان الوزير أبو الفضل جعفر بن الفرات يحسده ويعاديه فلما مات كافور قبض ابن الفرات على [447] جميع الكتاب وأصحاب الدواوين وقبض على ابن كلس فلم يزل ابن كلس يبذل الأموال إلى أن أفرج عنه ثم إنه اقترض من أخيه وغيره مالا وتجمل به وصار إلى الغرب مستخفيا فلقي القائد جوهر فرجع معه إلى مصر ولم يزل يترقى إلى أن ولي الوزارة للعزيز مراد بن المعز وعظمت رتبته عنده وأقبلت الدنيا عليه ولازم الناس بابه ومهد قواعد الدولة وساس أمورها أحسن سياسة ولم يبق لأحد معه كلام وكان في أيام المعز يتصرف في الديوانية وتولى وزارة العزيز يوم الجمعة ثامن عشر شهر رمضان سنة ثمان وستين وثلاثمائة وهو أول من وزر بمصر للدولة الفاطمية وكان قد رتب لنفسه مجلسا في كل ويقرأ فيه بنفسه مصنفاته على الناس ويحضره القضاة والفقهاء والنحاة وجميع أهل الفضائل وأعيان العدول وغيرهم من أعيان الدولة ووجوهها وأصحاب الحديث وإذا فرغ من مجلسه قام الشعراء ينشدون المدائح وكان في داره قوم يكتبون القرآن وقوم يكتبون الحديث والفقه والأدب حتى الطب ويعارضون ويكتبون المصاحف وينقطونها وكان من جملة جلسائه الحسين بن عبد الرحيم الزلاف مصنف كتاب الأسجاع ورتب في داره القراء والأئمة يصلون في مسجد بداره في داره المطابخ لنفسه ولجلسائه ومطابخ لغلمانه وحاشيته وكان ينصب كل يوم خوانا لخاصيته من أهل العلم والكتاب وخواص أتباعه ممن يستدعيه وينصب [448] هو يأكل عليها الحجاب وبقية الكتاب والحاشية ووضع في داره ميضأة للطهور وفيه بيوت
(٨٨)