* أليس قليلا نظرة إن نظرتها * إليك وكل ليس منك قليل * * فيا خلة النفس التي ليس دونها * لنا من أخلاء الصفاء خليل * * أما من مقام اشتكي غربة النوى * وخوف العدا فيه إليك سبيل * * فديتك أعدائي كثير وشقتي * بعيد وأشياعي لديك قليل * * فلا تحملي ذنبي وأنت ضعيفة * فحمل دمي يوم الحساب ثقيل * * وكنت إذا ما جئت جئت بعلة * فأفنيت علاتي فكيف أقول * * فما كل يوم لي بأرضك حاجة * ولا كل يوم لي إليك رسول * وقال * بنفسي من لو مر برد بنانه * على كبدي كانت شفاء أنامله * * ومن هابني في كل شيء وهبته * فلا هو يعطيني ولا أنا سائله * وقال * أعيب الذي أهوى وأطرى جواريا * يرين لها فضلا عليهن بينا * * برغمي أطيل الصد عنها إذا بدت * أحاذر أسماعا عليها وأعينا * * فقد غضبت إذ قلت أن ليس حاجتي * إليها وقالت لم يرد أن نجبنا * * وهل كنت إلا مغرما قاده الهوى * أسر فلما قاده الشوق أعلنا * * أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى * وصادف قلبي فارغا فتمكنا * وقال * على حين صارمت الأخلاء كلهم * إليك وأصغيت الهوى لك أجمعا * * وددتك أضعافا وغادرت في الحشا * عظام البلايا باديات ورجعا * * بوشك ثقيل كان يشفى من الجوى * تكاد له أرواحنا أن تصدعا * * على إثر هجران وساعة خلوة * من الناس أخشى أعينا أن تطلعا * [385]
(٢٧)