ونقش خاتمه قني السيئات يا عزيز وأمه عاتكة بنت يزيد بن معاوية وقد تقدم ذكرها في مكانه من حرف العين وكانت ولايته بعهد من أخيه سليمان ولما تولى الخلافة أقبل إلى الشرب والانهماك وفيه قال المختار الخارجي حين ذم بني أمية في خطبة له معروفة منهم يزيد الفاسق يضع حبابة عن يمينه وسلامة عن يساره ثم يشرب إلى أن يسكر ويغنيانه فيطرب ثم يشق جلدا ضربت في نسجها الآبار وهتكت فيها الأستار ثم يقول أطير أطير [388] فيقولان إلى من تترك الخلافة فيقول إليكما وإني أقول له طر لعنة الله وناره ولما ولي الخلافة قالت له زوجته هل بقي لك أمل بعد الخلافة فقال نعم أن تحصل في ملكي حبابة وفيها يقول * أبلغ حبابة سقى ربعها المطر * ما للفؤاد سوى ذكراكم وطر * * إن ساد صحبي لا أملك تذكركم * أو عرسوا بي فأنت الهم والفكر * فسكتت عنه إلى أن أنفذت تاجرا اشتراها بمال عظيم وأحضرتها له خلف ستر وأمرتها بالغناء فلما سمعها اهتز وطرب وقال هذا غناء أجد له في قلبي وقعا فما الخبر فكشفت الستر وقالت هذه حبابة وهذا غناؤها فدونك وإياها فغلبت على قلبه من ذلك ولم ينتفع به في الخلافة وقال في بعض أيام خلواته الناس يقولون إنه لم يصف لأحد من الملوك يوم كامل وأنا أريد أن أكذبهم في ذلك ثم أقبل على لذاته وأمر أن يحجب عن سمعه وبصره كل ما يعكره فبينما هو في صفو عيشه إذ
(٣٠)