الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢٨ - الصفحة ٢٢
وقال لرجل إلى جانبه من لخم * ألا ليت اللحى كانت حشيشا * فنعلفها خيول المسلمينا * فسعى به اللخمي إلى عباد فغضب من ذلك غضبا شديدا وبلغ الخبر ابن المفرغ فقال إني لأجد الموت من عباد فطلب الإذن منه في الرجوع فلم يأذن له وقال إلى أن أقضيك حقك وبلغ عبادا [377] أنه يسبه وينال من عرضه فدس إلى قوم كان لهم عليه دين ليقدموه إليه ففعلوا فحبسه وأضر به حتى باع جواريه ومماليكه ودوابه وسلاحه وقسم الثمن بين غرمائه وبقيت عليه بقية استمر به في الحبس لأجلها وكان يقول ابن المفرغ يقول لمن يسأله عن حبسه ما سببه رجل أدبه أميره ليقوم من أوده وهذا لعمري خير من جر الأمير ذيله على مداهنة صاحبه فلما بلغ ذلك عبادا رق له وأخرجه من الحبس فهرب حتى أتى البصرة وخرج منها إلى الشام وجعل ينتقل في مدنها هاربا يهجو زيادا وولده وتفرغ لهجائهما حتى بلغه ذلك فطلبه عبيد الله بن زياد طلبا حثيثا فيقال إن معاوية رده إليه وقيل غيره وقيل يزيد بن معاوية فلما جلد مرتين كتب إلى يزيد يستأذنه في قتله فكتب إليه يزيد افعل ما شئت من العقوبة ولا تبلغ نفسه فإن له عشيرة هم بطانتي وجندي ولا ترضى مني بقتله إلا بالقود منك فاعلم ذلك واحذره فإنك مرتهن بنفسه ولك دونها مندوحة تشفي من الغيظ فأمر عبيد الله بن فيسقى نبيذا حلوا قد خلط معه الشبرم وقيل التربذ فأسهل بطنه وطيف به وهو على الحال وقرن به هرة وخنزيرة فجعلت تسلح
(٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 ... » »»