الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢٧ - الصفحة ٣٢
* ومن ألف في قده قد أمالها * عن الوصل لكن لم يملها عن القطع * وقال * أياد سمت آثارها السحب فاغتدت * تعاب إذا ما شبهت بالسحائب * * فما الوعد منه بالطويل ولا ترى * مداه على حاكيه بالمتقارب * منها * سيوف إذا صلت سجدن رؤوسهم * لآثار خيل شبهت بالمحارب * وقال أبو الحسين الجزار يمدح فخر القضاة ابن بصاقة * عفا الله عما قد جنته يد الدهر * فقد بذل المجهود في طلب العذر * * أيحسن أن أشكو الزمان الذي غدت * صنائعه عندي تجل عن الشكر) * (لقد كنت في أسر الخمول فلم يزل * بتدريجه حتى خلصت من الأسر * * فشكرا لأيام وفت لي بوعدها * وأبدت لعيني فوق ما جال في فكري * * وكم ليلة قد بتها معسرا ولي * بزخرف آمالي كنوز من اليسر * * أقول لقلبي كلما اشتقت للغنى * إذا جاء نصر الله تبت يد الفقر * منها * وإن جئته بالمدح يلقاك باللهى * فكم مرة قد قابل النظم بالنثر * * ويهتز للجدوى إذا ما مدحته * كما اهتز حاشى وصفه شارب الخمر * ومنها * ولو أنني وافيت غيرك مادحا * لتممت نقصى بالحماقة والفشر * * وأعطيت نفسي عنده فوق حقها * من الكبر لكن ليس ذا موضع الكبر * * وكل امرئ لا يحسن العوم غارق * إذا ما رماه الجهل في لجة البحر * وقال فيه أيضا * لمثلها كان رجاي أنظرك * فأدرك فتى من الخطوب في درك * * لم أخش خذلانا وأنت ناصري * وإنما يخذل من لا استنصرك * * عليك يا فخر القضاة عمدتي * فانظر إلي لا عدمت نظرك * * واسأل كما عودتني عن خبري * بلفظك المعهود حتى أخبرك * * هيهات أن أشرح ما قد حل بي * إن لم يقل حلمك لا تخش درك * * مثلك من قام بنصر عاشق * مثلي إن العشق أمر مشترك *
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 ... » »»