الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢٤ - الصفحة ١٦٤
حكى لي مجد الدين السلامي قال كنا يوم عيد بالأردو وجوبان وولده دمشق خواجا إلى جانبه وقراسنقر جالس إلى جانبه وهو قاعد فوق أطراف قماش دمشق خواجا فوقع الفداوي عليه فرأى دمشق خواجا السكين في الهواء وهي نازلة فقام هابا فبسبب قيامه لما نهض مسرعا تعلق بقماشه تحت قراسنقر) فدفع قراسنقر ليخلص فخرج قارسنقر من موضعه وراحت الضربة ضائعة في الهواء ووقع مماليك قراسنقر على الفداوي فقطعوه قطعا والتفت قراسنقر إلي وقال هذا كله منك وما كان هذا الفداوي إلا عندك مخبوءا وأخذ في هذا وأمثاله ونهض إلى السلطان بوسعيد وشكا إليه ودخلت أنا وجوبان خلفه فقال للسلطان بوعيد يا خوند إلى متى هذا بالله اقتلني حتى أستريح والله زاد الأمر وطال وأنا فقد التجأت إليكم ورميت نفسي عليكم واستجرت بكم والعصفور يستند إلى غصن شوك يقيه من الحر والبرد فانزعج السلطان بوسعيد لهذا الكلام وقال لي بغيظ إلى متى هذا وأنت عندنا والفداوية تخبأهم عندك لهذا فقلت وحياة راس القان ما كان عندي وإنما حضر أمس مع فلان ولكن هذا أخوك السلطان الملك الناصر قد قال غير مرة إن هذا مملوكي ومملوك أخي ومملوك أبي وقد قتل أخي وما ارجع عن ثأر أخي ولو أنفقت خزاين مصر على قتل هذا وهذا دخل إليكم قبل الصبح بيننا وهو مستثنى من الصلح فعند ذك قال جوبان هذا حقه نحن ما ندخل بينه وبين مملوكه قاتل أخيه وخرج فانفصلت القضية وحكى علاء الدين علي بن العديل القاصد قال توجهنا مرة ومعنا أربعة من الفداوية لقراسنقر فلما قاربنا مراغة وبقي بيننا وبينها يوم أو قال يومان ونحن في قفل تجار والفداوية مستورون أحدهم جمال والآخر عكام والآخر مشاعلي والآخر رفيق فما نشعر إلا والألجية قد وردوا علينا فتقدموا إلى أولئك الربعة وأمسكوهم واحدا واحدا من غير أن يتعرضوا إلى أحد غيرهم في القفل وتوجهوا بهم إلى قراسنقر فقتلهم وكذلك فعل بغيرهم وغيرهم قلت الظاهر أنه كان له عيون تطالعه بالأخبار وتعرفه المتجددات من دمشق ومن مصر فنه كان في هذه البلاد نائبا وجهز جماعة من الفداوية ويعرف قواعد هذه البلاد وما هي عليه وما كان ممن بغفل عن أمر الفداوية وما كان يؤتى إلا منهم قال القاضي شهاب الدين ومات في عزه وجاهه وسعادته معظما بيت المغل كأنما عمره رب فيهم ويقال أنه ملك ثمانمائة مملوك وعندي أنه لم يبلغ هذه العدة وإنما كان عنده مماليك كثيرة جدا) وحصل أموالا جمة ويعطي الأموال الجمة لمماليكه وجماعته من الخيول المسومة والسروج الزرخونا والحوايص الذهب والكلاوت والطرز الزركش والأطلس والسمور وغير ذلك من كل مال فاخر وتأمر في حياته بنوه الأمير ناصر الدين محمد تقدمة ألف
(١٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 ... » »»