الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢٤ - الصفحة ١٦٩
طينال وتوجه لنيابة غزة وعاد الأمير شهاب الدين قرطاي إلى طرابلس نائبا في شهر بربيع الآخر سنة ثلاث وثلاثين سبعمائة وكان قد حج وأنفق في الحج أموالا صالحة استصحب معه كثيرا من الأشربة والمعاجن وغير ذلك وتوفي رحمه الله تعالى من غي ثامن صفر سنة أربع وثلاثين وسبعمائة ((قرظة)) 3 (قرظة الخزرجي)) قرظة بن كعب الأنصاري الخزرجي أحد فقهاء الصحابة وهو أحد العشرة الذين وجههم عمر إلى الكوفة ليعلموا الناس وهو أول من نيح عليه بالكوفة وتوفي في حدود الأربعين للهجرة بنو قرناص جماعة منهم عبد العزيز بن عبد الرحمن ومنهم مخلص الدين إسماعيل بن عمر ومنهم مخلص اليد إبراهيم بن محمد ومنهم ناصر الدين محمد بن محمد بن عبد الرحمن ومنهم علاء الدين علي بن إبراهيم بن عبد المحسن 3 (نائب قلعة صفد)) قرمشي بن أقطوان الأمير سيف الدين بن الأمير علاء الدين قد تقدم ذكر والده في حرف الهمزة من مكانته نشأ هذا ولده الأمير سيف الدين قرمشي بصفد على خير وديانة وتعبد ولم تعلم له صبوة وكان يحب الفقراء والصلحاء ويميل إلى الشيخ تي الدين ابن تيمية رحمه الله وأصحابه) ويكاتبه الشيخ تقي الدين وهو بصفد وكانت له خصوصية بالأمير سيف الدين أرقطاي نائب صفد يسمر عنده ويلازمه ليلا ونهارا ولما كان سنة ست وثلاثين وسبعمائة اختص بالأمير سيف الدين تنكز رحمه الله تعالى وأقام عده بدمشق وأبل عليه إقبالا كثيرا وصار من أحظى الناس عنده وكان يركب في البريد المهم وتوجه بالمشافهات بين السلطان وبين تنكز ثم إنه أعطاه بدمشق عشرة أرماح وعلت مكانته وتردد في البريد مرات عديدة ثم توجه مع الأمير سيف الدن تنكز لما توجه إلى مصر وهي آخر مرة فغير إقطاعه هناك ثلاث مرات بالإمرة وولاه الحجوبية ولما أمسك الأمير سيف الدين تنكز طلب هو إلى مصر فتوجه إليها وأقام باب السلطان حاجبا وشنع الناس ورمي بأنه هو الذي نم على تنكز وعمل عليه في الباطن إلى أن أمسك فنفرت قلوب مماليك السلطان منه وأبغضه الأمراء فطلب في أول دولة الصالح إسماعيل الخروج إلى دمشق فحر إليها أميرا ثم رسم له بنيابة قلعة صفد فباشرها على أحسن ما يكون وبالغ في عمارتها ورم ما تشعث
(١٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 ... » »»