* وكل من كان مطيعا لهم * أصبح مسرورا بلقياهم * * قلت فلي ذنب فما حيلتي * بأي وجه أتلقاهم * * قالوا أليس العفو من شأنهم * لا سيما عمن ترجاهم * سمع بالثغر من السلفي وابن عوف وبمصر من أبي الجيوش بن عساكر بن علي والبوصيري وابن ياسين وجماعة وبدمشق من الكندي وابن طبرزد وحنبل وسمع الكثير من الإمام الشاطبي وقرأ عليه القراءات وعلى أبي الجود غياث بن فارس وعلى أبي الفضل محمد بن يوسف الغزنوي وبدمشق على الكندي قرأ عليهما ب المبهج لسبط الخياط ولكن لم يسند عنهما القراءات قيل إنه رأى الشاطبي قال له إذا مضيت إلى الشام فاقرأ على الكندي ولا يرو عنه وقيل إنه رأى الشاطبي في النوم فنهاه أن يقرأ بغير ما أقرأه وكان السخاوي إماما علامة مقرئا محققا مجودا بصيرا بالقراءات وعللها إماما في النحو واللغة والتفسير وله معرفة تامة بالفقه والأصول وكان يفتي على مذهب الشافعي وتصدر للإقراء بجامع دمشق وازدحم عليه الطلبة وتنافسوا في الأخذ عنه وقصدوه من البلاد قال ابن خلكان رأيته مرارا راكبا بهيمة إلى الجبل وحوله اثنان وثلاثة يقرؤون عليه في أماكن مختلفة دفعة واحدة وهو يرد على الجميع قال الشيخ شمس الدين وفي نفسي شيء من) صحة هذه الرواية على هذا النعت لأنه لا يتصور له أن يسمع مجموع الكلمات فما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه وأيضا فإن هذا الفعل من خلاف السنة ولا أعلم أحدا من شيوخ المقرئين كان يترخص في هذا إلا الشيخ علم الدين وكان رحمه الله تعالى أقعد بالعربية والقراءات من الكندي ومحاسنه كثيرة وكانت حلقته عند قبر زكرياء ومن تصانيفه شرح الشاطبية في مجلدين وشرح الرائية في مجلد وكتاب جمال القراء وتاج الإقراء وكتاب منير الدياجي في تفسير الأحاجي وكتاب التفسير إلى الكهف في أربع مجلدات وكتاب المفضل في شرح المفصل وله قصيدة سماها ذات الحلل وهي على طريق اللغز وشرحها في مجلد وكتاب تحفة الفراض وطرفة تهذيب المرتاض وكتاب هداية المرتاب وغاية الحفاظ والطلاب في متشابه الكتاب وأرجوزة تسمى الكوكب الوقاد في تصحيح الاعتقاد وله القصيدة الناصرة لمذهب الأشاعرة تائية وعروس السمر في منازل القمر نونية وله مدائح في النبي صلى الله عليه وسلم وله كتاب سفر السعادة وسفير الإفادة وهو كتاب كثير الفوائد في اللغة والعربية
(٤٤)