الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢٢ - الصفحة ٥٥
وإنما الكيا هو ابن الصباح صاحب الألموت فافهمه ومن كلامه إذا جالت فرسان الأحاديث في ميادين الكفاح طارت رؤوس المقاييس في مهاب الريح وقال السلفي استفتيت شيخنا أبو الحسن الكيا الهراسي ببغداذ سنة خمس وتسعين وأربع مائة ما يقول الإمام وفقه الله في رجل أوصى بثلث ماله للعلماء والفقهاء هل يدخل كتبة الحديث تحت هذه الوصية أو لا فكتب الشيخ تحت السؤال نعم كيف لا وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حفظ على أمتي أربعين حديثا في أمر دينها بعثه الله يوم القيامة فقيها عالما وأفتى في أمر يزيد بن معاوية بما يأتي إن شاء الله تعالى في ترجمة يزيد في مكانه وحضر دفنه قاضي القضاة أبو الحسن الدامغاني والشريف أبو طالب الزينبي وكانا مقدمي الطائفة الحنفية وكان بينهما وبينه منافسة فوقف أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه فقال الدامغاني متمثلا * وما تغني النوادب والبواكي * وقد أصبحت مثل حديث أمس * وأنشد الزبيني متمثلا) * عقم النساء فما يلدن شبيهه * إن النساء بمثله عقم * ولما توفي رثاه أبو إسحاق إبراهيم الغزي ارتجالا فقال * هي الحوادث لا تبقي ولا تذر * ما للبرية من محتومها وزر * * لو كان ينجي علم من بوائقها * لم يكسف النيران الشمس والقمر * * قل للجبان الذي أمسى على حذر * من الحمام متى رد الردى حذر * * بكى على شمسه الإسلام إذ أفلت * بأدمع قل في تشبيهها المطر * * حبر عهدناه طلق الوجه مبتسما * والبشر أحسن ما يلقى به البشر * * لئن طوته المنايا تحت أخمصها * فعلمه الجم في الآفاق منتشر * * سقى ثراك عماد الدين كل ضحى * صوب الغمام ملث الودق منهمر * * عند الورى من أسى أبقيته خبر * فهل أتاك من استيحاشهم خبر * * أحيا ابن إدريس درس كنت تورده * تحار في نظمه الأذهان والفكر * * من فاز منه بتعليق فقد علقت * يمينه بشهاب ليس ينكدر *
(٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 ... » »»