الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢١ - الصفحة ١١
رسائل مدونة وكان أحد كتاب الإنشاء في ديوان عضد الدولة وكان متفلسفا قرأ كتب الأوائل على أبي الحسن العامري بنيسابور ثم علي أبي الخير ابن الجمار وورد بغداد في أيام أبي غالب ابن خلف الوزير فخر الملك ومدحه وكان يلبس الدراعة على رسم الكتاب ولأبي الفرج هذا ابن يدعى أبا الشرف عمادا ذكره الباخرزي في دمية القصر وأورد له شعرا متوسطا وقال أبو الفضل البندنيجي هو من أهل الري وشاهدته بجرجان في سني بضع عشرة وأربع مائة كاتبا بها وكان به ضرب من السوداء وكان قليل القدرة على شرب النبيذ فاتفق أنه كان يوما عند أبي الفتح ابن أبي علي حمد كاتب قابوس بن وشمكير وأنا معه فدخل أبو علي الموضع ونظر فيما كان بين أيدينا من الكتب وتناشد هو وابن هندو الأشعار وحضر الطعام فأكلنا وانتقلنا إلى مجلس الشراب فلم يطق ابن هندو المساعدة على ذلك فكتب في رقعة دفعها إليه من الخفيف * قد كفاني من المدام شميم * صالحتني النهى وثاب الغريم * * هي جهد العقول سمي راحا * مثل ما قيل للديغ سليم * * إن تكن جنة النعيم فيها * من أذى السكر والخمار جحيم * فلما قرأها ضحك وأعفاه من الشرب ومن شعره أيضا من الطويل * أرى الخمر نارا والنفوس جواهرا * فإن شربت أبدت طباع الجواهر * * فلا تفضحن النفس يوما بشربها * إذا لم تثق منها بحسن السرائر * ومنه من الكامل * ما للمعيل وللمعالي إنما * يسمو إليهن الوحيد الفارد * * فالشمس تجتاب السماء فريدة * وأبو بنات النعش فيها راكد * ومنه من مخلع البسيط) * عابوه لما التحى فقلنا * عبتم وغبتم عن الجمال *
(١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 ... » »»