الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢١ - الصفحة ١٦
ولد سنة أربع وثمانين ومائتين وتوفي سنة ست وخمسين وثلاث مائة كذا قال الشيخ شمس الدين وغيره وقال ياقوت في معجم الأدباء ذكر في كتاب أدب الغرباء من تأليفه حدثني صديق لي قال قرأت على قصر معز الدولة بالشماسية يقول فلان ابن فلان الهروي حضرت وفي هذا الموضع في سماط معز الدولة والدنيا عليه مقبلة وهيبة الملك عليه مشتملة ثم عدت إليه في سنة اثنتين وستين وثلاث مائة فرأيت ما يعتبر به اللبيب يعني من الخراب وذكر موت معز الدولة وولاية ابنه بختيار وكان ذلك في سنة ست وخمسين وثلاث مائة انتهى قلت قال كثير من الناس إنه مات في سنة ست وخمسين وثلاث مائة عالمان أبو علي القالي وصاحب الأغاني وثلاث ملوك معز الدولة وكافور وسيف الدولة وسمع أبو الفرج من جماعة لا يحصون وروى عنه الدارقطني وغيره استوطن بغداد وكان من أعيان أدبائها وأفراد مصنفيها وكان أخباريا نسابة شاعرا ظاهر التشيع قال أبو علي التنوخي كان يحفظ أبو الفرج من الشعر والأغاني والأخبار والمسندات والأنساب ما لم أر قط من يحفظ مثله ويحفظ من سوى ذلك من علوم أخر منها اللغة والنحو والخرافات والمغازي والسير وصنف لبني أمية أقاربه ملوك الأندلس تصانيف) وسيرها إليهم وجاءه الإنعام على ذلك قال الشيخ شمس الدين رأيت شيخنا ابن تيمية يضعفه ويتهمه في نقله ويستهول ما يأتي به وما علمت فيه حرجا إلا قول ابن أبي الفوارس خلط قبل أن يموت وقد أثنى على كتابه الأغاني جماعة من جلة الأدباء انتهى قال ابن عرس الموصلي كتب إلي أبو تغلب ابن ناصر الدولة يأمرني بابتياع كتاب الأغاني فابتعته له بعشرة آلاف درهم فلما حملته إليه ووقف عليه قال لقد ظلم وراقه المسكين وإنه ليساوي عشرة آلاف دينار ولو فقد ما قدرت عليه الملوك إلا بالرغائب وأمر أن يكتب له به نسخة أخرى وأبيعت مسودات الأغاني وأكثرها في ظهور بخط التعليق فاشتريت لأبي أحمد بن محمد بن حفص بأربعة آلاف درهم وأهدى أبو الفرج به نسخة
(١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 ... » »»