موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أبو القاسم المرتضى علم الهدى نقيب العلويين أخو الشريف الرضي ولد سنة خمس وخمسين وثلاث مائة وتوفي سنة ست وثلاثين وأربع مائة وكان فاضلا ماهرا أديبا متكلما له مصنفات جمة على مذهب الشيعة قال الخطيب كتبت عنه وكان رأسا في الاعتزال كثير الاطلاع والجدال قال ابن حزم في الملل والنحل ومن قول الإمامية كلها قديما وحديثا أن القرآن مبدل زيد فيه ونقص منه حاشا علي بن الحسين بن موسى وكان إماميا فيه تظاهر بالاعتزال ومع ذلك فإنه كان ينكر هذا) القول وكفر من قاله وكذلك صاحباه أبو يعلى الطوسي وأبو القاسم الرازي وقد اختلف في كتاب في كتاب نهج البلاغة هل هو وضعه أو وضع أخيه الرضي وحكى عنه ابن برهان النحوي أنه سمعه ووجهه إلى الحائط يعاتب نفسه ويقول أبو بكر وعمر وليا فعدلا واسترحما فرحما أفأنا أقول ارتدا بعد أن أسلما قال فقمت وخرجت فما بلغت عتبة الباب حتى سمعت الزعقة عليه وكان ابن برهان قد دخل عليه في مرضه الذي مات فيه رحمه الله تعالى وكان يدخل عليه من أملاكه في كل سنة أربعة وعشرون ألف دينار قال أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي دخلت على الكيا أبي الحسين يحيى ابن الحسين العلوي الزيدي وكان من نبلاء أهل البيت ومن المحمودين في صناعة الحديث وغيره من الأصول والفروع فذكر بين يديه يوما الإمامية فذكرهم أقبح ذكر وقال لو كانوا من الدواب لكانوا الحمير ولو كانوا من الطيور لكانوا الرخم وأطنب في ذمهم وبعد مدة دخلت على المرتضى وجرى ذكر الزيدية والصالحية أيهما خير فقال يا أبا الفضل تقول أيهما خير ولا تقول أيهما شر فتعجبت من إمامي الشيعة في وقتهما ومن قول كل واحد منهما في مذهب الآخر فقلت لقد كفيتما أهل السنة الوقيعة فيكما قيل إن المرتضى اطلع يوما من روشنه فرأى المطرز الشاعر وقد انقطع شراك نعله
(٧)