القاسم التنوخي القاضي قدم بغداد وتفقه على مذهب أبي حنيفة وكان حافظا للشعر ذكيا وله عروض بديع ولي القضاء بعدة بلدان وتوفي سنة اثنتين وأربعين وثلاث مائة وهو جد القاضي التنوهي علي بن المحسن وقد تقدم ذكره وهو والد أبي علي المحسن التنوخي صاحب نشوار المحاضرة وغيره وسيأتي ذكره وكان أبو القاسم هذا بصيرا بعلم النجوم قرأ على الكسائي المنجم ويقال إنه كان يقوم بعشرة علوم وكان يحفظ للطائيين سبع مائة قصيدة ومقطوعة سوى ما يحفظ لغيرهم من المحدثين وغيرهم وكان يحفظ من النحو واللغة شيئا كثيرا وكان في الفقه والفرائض والشروط غاية واشتهر) بالكلام والمنطق والهندسة وكان في الهيئة قدوة وكان له غلام يؤثره على غيره من غلمانه يسمى نسيما فكتب إلى القاضي بعض أصحابه من الرمل * هل علي لامه مدغمة * لاضطرار الوزن في ميم نسيم * فوقع تحته نعم ولم لا ومن شعره من الطويل * وليلة مشتاق كأن نجومها * قد اغتصبت عيني الكرى فهي نوم *
(٣٠٣)