الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢١ - الصفحة ٢٣٢
وثلاثين ومائة ووفاته سنة خمس وثمانين وثلاث مائة قال الحاكم صار الدارقطني أوحد أهل عصره في الحفظ والفهم والورع وإماما في القراء والنحويين وأشهد أنه لم يخلف على أديم الأرض مثله وإليه انتهى علم الأثر والمعرفة بعلل الحديث والرجال مع الصدق والثقة وصحة الاعتقاد والاضطلاع في علوم سوى علم الحديث منها القراءات فإن له فيها مصنفا مختصرا جمع الأصل في أبواب عقدها في أول الكتاب والمعرفة بمذاهب الفقهاء فإن كتابه السنن يدل على ذلك ودرس فقه الشافعي على الإصطخري أبي سعيد وقيل على غيره ومنها المعرفة بالأدب والشعر قيل كان يحفظ دواوين جماعة من الشعراء وقيل كان يحفظ ديوان السيد الحميري ولهذا نسب إلى التشيع وقال البرقاني كان يملي علي العلل من حفظه قال الشيخ شمس الدين وهذا شيء مدهش وقال أبو نصر علي بن هبة الله بن ماكولا رأيت في المنام في شهر رمضان كأني أسأل عن) حال الدارقطني في الآخرة فقيل لي ذاك يدعى في الجنة الإمام وتوفي ثامن ذي القعدة وقبل القاضي ابن معروف شهادته في سنة ست وسبعين وثلاث مائة فندم على ذلك وقال كان يقبل قولي على رسول الله صلى الله عليه وسلم بانفرادي فصار لا يقبل قولي على نقل إلا مع آخر وقد صنف كتاب السنن والمختلف والمؤتلف وتوجه من بغداد إلى مصر لأجل الوزير أبي الفضل جعفر بن حنزابة ليساعده على عمل المسند فأقام عنده وبالغ في أكرامه وأعطاه شيئا كثيرا وأنفق عليه نفقة واسعة وكان يجتمع هو والحافظ عبد الغني ابن سعيد على تخريج المسند وكتابته إلى أن فرغ ابن القصار قاضي بغداد المالكي علي بن عمر بن أحمد الفقيه أبو الحسن ابن القصار البغدادي المالكي قال أبو إسحق الشيرازي له كتاب في مسائل الخلاف كبير لا أعرف لهم في الخلاف كتابا أحسن منه ولي قضاء بغداد وكان ثقة قليل الحديث توفي سنة سبع وتسعين وثلاث مائة ابن حمصة الصواف علي بن عمر بن محمد أبو الحسن الحراني المصري
(٢٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 ... » »»